Tuesday, May 24, 2011

دانمــــــــــــاركي من الجنـــــــــــــــــوب

مع كل اعتذاري للجنوب .. الذي بنى أقدم الحضارات ... و ضرب كل أمثلة التفوق والنبوغ ..... بينما ما زلنا نضرب بأهلنا من الجنوب أمثلة الفكاهة والمبالغة في السذاجة والغباء والتغييب ...
لقد قابلت اليوم رجلا دانماركيا صعيديا .... آه والله ... نفس الدماغ الناشفة ... والعقل المقفل .. ناهيك عن الجتة الفارعة ذات الموديل السوهاجي لولا الشعر الأصفر والعيون الزرقاء ...
الرجل جاء يطلب مني طلبا عجيبا ....
يطلب أن أجد له طبيبا من معارفي يخفض له قوة إبصاره ......
آه والله .. حد يقل بصره عشان يرتاح
من الطبيعي أن أسكت مذهولا من الطلب ..وأن أفغر فمي عجبا و تندرا ..
لكنني لم أسكت .. ولم ألجم فمي بل ( طلعت ) في وجهه من غيظي ..
ومن الجدير بالذكر أنني قبل 25 يناير كنت أنظر للأجانب بعقدة الخواجة الشهيرة .. و اتعامل من موقع التبعية واحترام نظرية النشوء والتطور ..
لكنني اليوم .. تكلمت بقوة المصري الجديد - ليس البلطجي كما تقولون - ولكن المصري المملوء ثقة وجدارة وقناعة وفصاحة ابن البلد ..
جاء المعلم ..نيكولاي يحكي قصة جديرة بالسمع وجديرة بالرد قطعا
لقد كان أخينا يعاني من ضعف حاد في عينيه ، ووفق الله إخواننا الدنماركيين أن يعيدو له إبصاره وبمعجزة حقيقية و تفوق علمي يشهد على كونهم دانمركيين ...
فبدأالضوء والصور تدخل مخه .. وبدأ الإنبهار و الوهج يحيطه .. و غدا يرى في الدنيا مالم يكن يستطيع
و لا أدري أهو جمال الدنمارك... ( بكل مكوناته ..وبدون تحديد يا كابتن ) لا أدري سلب الرجل عقله
أم هي عقدة تشبه أنصار النظام البائد يتمنون العمى على النور ويستبدلون بالكرامة والحرية الظلم والجور
المهم .. أن الرجل يريد عودة عينيه لسابق حالهما .. الشئ الذي يحرمه القانون الطبي في بلاد العالم المتحضر ..
ولهذا جاء الرجل النبيه الوجيه يبحث عن ضالته وضلالته عندنا في بلد الضلال ....
و لكي نفهم القاعدة العلمية التي يستند عليها هذا الدانماركي الشحط المحط ... فهو بحد زعمه من الباحثين في المقالات العلمية بشكل مهني وربما صدق في زعمه أنه خريج كليه علوم بكوبنهاجن ,, و المقال الذي يبني عليه هوسه ووسواسه
مقال يتيم يؤيد تأثير معدل الضوء على النظمية البيولوجية .. وهنا لا أختلف معه .. فهذا ما أقوله للناس دائما أن احترام كون الليل سكن والنهار معاش وإبصار .. هو نص السنة الكونية التي سنها الله وقررها في كتابه .. غير أن المقال يتجاوز ذلك في تضخيم الأثر السلبي للطفرة الضوئية والبصرية على سائر الجسد ..
لقد اطمأن نيكولاي أن هزال جسده - الذي يزعمه _ فهو يفصل من قوامي رجلين صحيحين وبعض رجل ...
و أحساسه بالإعياء سببه نظرية الضوء ..
وهذا حيود عجيب .. فأسباب الهزال و ضعف الشهية كثيرة ووجيهة أكثر.. غير أنه لا يريد الاقتناع بها
و لا يريد أن يبحث فيها البحث الطبي البديهي لتقصي أسباب أخرى قد تكون ..خللا غدديا أو كسلا كبديا أو فيروس مناعة أو أثرا جانبيا لعلاج أو عادة أو علة نفسية تثبت عند انتفاء السبب العضوي
الرجل متشبث بنظرية الضوء الذي أفسد حياته ... مثل الدراويش والمجاذيب المتعلقين شباك مقام سيدي عبرحيم القناوي ..
لن أنكر أن مشكلته صغرت في عيني كون مشاكل مرضانا المصريين حقيقية ومشكلة هذا الرجل عبثية أو تكاد تكون ..
لم ينفك الخواجة يذكرني كيف أن أجهزة حديثة لا ننعم بمعرفتها تؤيد نظريته ...
كم تلذذت و أنا أتباهى أن جهل معظمنا نعمة .. وأن غفلة أغلبنا عن بعض هذه الشطحات العلمية هو رافد من روافد شعورنا باللأمان والسكينة ...
وأن العلم أكثر من اللازم تماما كزيادة معدل الأكسجين في الدم زيادة تسبب العمى ...
المهم أننا اشتبكنا اشتباكا جدليا حضاريا لم أقنعه ولم يقنعني .. لكنني تأكدت من تحضره في الحوار وتبادل فرصة الكلام .. و تأكد هو أنني من جيل مصري جديد لم يحكوا له عنه ..
نعم يستطيع الدنماركي أن يجد لدينا من يخفض له بصره بل ومن يقتلع أذنه ولسانه لو أحب
لكنه لم يتصور أن يجد من يسفه نظريته و يخفض من ثقته و يرفض السبب الذي دفع بأحمق مثله ليظن الفساد بنا
لقد جاوبته على سوء ظنه أكثر من إجابتي على سوء تقديره لصالحه
فأنا أعلم أنه مش صعيدي ... لكنه ليس من ناحية الشمال