Sunday, July 31, 2011

افعلوها .... أستحلفكم بالله


ستكون أيقونة العصر .. ولازمة الفواصل الإخبارية .. و النقطة الفاصلة بين أيام و أيام ....افعلوها ... استحلفكم بالله .. حاكموا مبارك يوم الأربعاء القادم .. أرونا وجهه الوقح .. وعيونه الكاذبة الخاطئة ...

راهنوا وستربحون دعاء أمهات الشهداء .. و سيتحسس كل من فقد عينا أو طرفا في الثورة عاهته في رضا و حبور ....

...ستصب الماء البارد على النفوس الملتهبة بالظلم والفقر والتهميش .... ستريح سائق التاكسي و أستاذ الجامعة و المزارع بل وحتى رجل المرور

افتعلوها إن شئتم .. هاتو له دوبليرا شبيها يقنع الكاميرات والمصورين ... لا بأس .. المهم حصول المشهد .. وتحقق النبوءة ...و انتفاء الأقاويل .. وتبرئة أنفسكم من التباطؤ والتواطؤ ..والعمالة والخيانة والتخاذل وانعدام الرجولة ....

ستردون آلاف من فلول النظام .. وستفضون تجمعات واعتصامات في كل مكان ... ستردون أرامل مبارك و بكائيه ونواحاته ... و حتى أولئك الوطنيين الرابضين على اسفلت الميدان المنتظرين للحظة النهاية بنفس الفرحة التي أعلن فيها خطاب التنحي ....

أدخلوا خياله القفص .. سائلوه في محاكاة تذكرنا بيوم حسابه وقيام قيامته ....

انصبوا له الميزان كما نصبنا له الميدان .... حاسبوه قبل أن تحاسبوا ... وابكوا إن شئتم أو افرحوا معنا لكن افعلوها أستحلفكم بالله ...


Monday, July 4, 2011

عم رجب وأولاده ...


كان جدي لأمي – رحمه الله - يملك ويدير ورشة لصناعة المشغولات الذهبية والفضية منذ ثلاثينات القرن الماضي معروفة في مدينتنا الساحلية الراقية الإسماعيلية ... عاشت الورشة وكبرت معه كفنان مبدع يصنع من ثنايا المعدن النفيس روائع تزدان بها عرائس ذلك العصر ، وما تزال لدينا من ذكراه ..تلك اليواقيت - وهي حجارات صلبة تتخذ قوالبا يتشكل فيها وحدات السلاسل والخلاخيل و الكردان و أقراط الأذن .. و العدسة و الشهبوري - موقد اللهب الذي يذاب به الذهب و يلين كالعجين السلس ...

و كان الناس يحكون عن أمانة جدي و كرهه للكذب والنفاق و وزنه للرجال بميزان الكلمة والموقف ..

عندما اضطر الفرنسيون أن ينجلوا عن محافظات القنال في إبان حادثة التأميم ... تركوا عند جدي ما قيمته ثلاث آلاف جنيه من المصوغات والخام - تركوها وراءهم وولوا للأسكندرية و دمياط توطئة لتصفية مصالحهم والعودة لبلادهم ...

و طوى جدي البلاد يسعى وراءهم من بورسعيد لدمياط للأسكندرية حتى أعاد لكل صاحب حق حقه و لم يقبل على أولاده جراما واحدا ..من المال الحرام ..

ولجدي ثلاثة من الأبناء ..كان أقربهم لنفسه و سنده وعضده ابنه الأوسط الذي أتقن الصناعة عن أبيه .. وكان واسع الهمة كريم الطبع مشهور المروءة ... ولأن هذه الصفات صفات ترشح صاحبها لامتيازات الدنيا والآخرة .. فقد اصطفاه ربه شهيدا في حرب أكتوبر .. ضمن سلاح الدفاع الجوي المتمركز في جفجافة ناحية السويس .....

بينما عمل خالى الأكبر بشركة هيئة القناة .. وكان رحمه الله ... أيضا مثالا للحزم في عمله و الاتقان المذهل ناهيك عن الابتكار والتطوير الذي كان يشغله و هو يدير قطاعا من تحركات المراكب والكراكات في مجرى الملاحة .. و طالما عكف مجتهدا من تلقاء نفسه يقرأ ويترجم من مراجع أجنبية ليبحث عن حل لعطل أو تفسيرا لطبيعة محرك أو ترس و طالما استعان بي و كان ذلك من دواعي سروري وأنا صبي يافع ..

ومرة تجادل معه بعض عماله و احتدوا عليه .. لتخلد كلمتهم التي حفظناها ( هو كان شغل أبوك يا حاج محمد عشان تحبــّـــكها كده ) فقد كان لا يسمح بالإهمال ولا العبث .. وكأنه شغل أبيه حقا ...فأبوه أي جدي رحمه الله ..أورثهم الحرص ذاته والاخلاص ذاته ومراعاة الله في أعمالهم....

و أصغر أبناء جدي من الذكور هو خالي وجدي ... و هو انسان بالغ الحساسية .. حاضر الفكاهة .. وسيم الملامح ، لكنه كان أيضا من نفس النسيج العاكف على عمله المبني من لبنات القيم والنزاهة ...

رغم أنه عمل في أكبر شركات المقاولات في البلاد ..فقد كان مهندسا معماريا فذا ... فلم يركب سيارة ولم يمتلك بيتا حتى عهد قريب .. وربما بعد أن ترك العمل الحكومي .. وعمل في شأن خاص ..

مرة عرض عليه بعض قيادات الحزب المنحل ... و كان من أساطين المال الحرام .. أن يتعاون معه بمقابل مغر لأي شخص .. فنهره خالى بشدة وتحمل ويلات .. جعلته من المغضوب عليهم من ذوي النفوذ وحتى تركه العمل الحكومي ...

ما أرمي إليه أن الأسرة المصرية في عهد جدي وأخوالي .. كانت تعني بنزاهة اليد وطهارة السمعة وميراث الذكر الحسن ... فلماذا صارت مصر اليوم .. كلها فسدة ولصوص ... و فسدة و لصوص أبناء فسدة ولصوص .....

السر كما أفهم وتفهمون .. يكمن في الأب .. يرتزق من حلال .. و يتواصى أولاده به ... فهل يعود المصريون .. آباء و أبناء من حلال مصفى .. كما كان عم رجب وأولاده ...


· · Share

Saturday, July 2, 2011

حب الوطن

حب جارف ذلك الذي يكنونه لوطنهم .. و غرام وهيام وولع وانذهال و انجذاب في عشق ترابه و مائه
لا أرى بأسا في أنهم يحبون بلادهم ..و أبناء بلادهم أكثر من أي شئ ..
فبلدهم بلاد جديرة .. ومواطنيهم لا شك جديرون بحالة الوطنية الواحدة
فهم يؤثرون لغتهم وأبناء عنصرهم على أي غريب
فأنت مهما كانت خبرتك نادرة و عملك متميزا فليس لدى الأتراك مكان لك تعمل فيه .. فالأولى ابن البلد التركي ...
يتدواولون كل ألوان الثقافة والفنون .. غير أن الكعب العالي للموسيقى التركية والسينما والتليفزيون التركي
يترجمون سنويا و يؤلفون ما يزيد على ستة آلاف مصنف فكري بلغتهم الأثيرة لديهم
وفي السياحة كما سمعت من بلال فضل في وصلة مديح وثناء - يابختهم بيه - اتكلم الأستاذ بلال كيف أن المنتجع السياحي في تركيا يخصص

جزءا للأتراك قبل الزائر الوافد بل أنك تشعر أن الأولوية دائما للمواطن على الغريب .. و يفترض أن تكون هذه هي الغريزة الطبيعية..و
سباقهم مع النمو والتنمية رغم أنهم - مستهدفون مثلنا وأكثر ولهم أعداء أزليون وتاريخيون من أرمن وأكراد و يونانيين .. أضف إلى ذلك

عداوة الصهاينة لهم ..الذين يعادون الآخر بفجور و خسة منقطعة النظير .. برغم هذا لا يتوقف سباق الزمن عند الأتراك .. و هم يتكلمون عن

2023
باعتبارها نقطة مستهدفة في خطة دؤوب لتصبح تركيا سيدة الدنيا ...
تصور أن أردوغان يدعو أبناء وطنه للزيادة السكانية ويضع حوافز لكثرة الأبناء وإعفاءات من تكلفة استهلاك الماء والكهرباء للأم الحامل

طوال سنين حملها ورضاعها ..
نحن نتكلم عن مجتمع يسكنه الحب حب الوطن وحب أبنائه .. هذا مانحتاج .. فصاحب المصنع عندنا لا يحب عماله .. والناظر لا يحب

مدرسيه .. و صاحب الفندق يكره النزلاء ويتذمر منهم ( ماداموا مصريين) ..كل هذا يصب في منظومة واحدة... هو حب الطبقات لبعض و

تلاؤمهم معا ..بنفس الوسيلة التي التأموا فيها في ميدان التحرير ...
لا أحب هذه العبارة رغم شدة واقعيتها ...( المصريون يتفقون على ما يكرهون ويختلفون على ما يريدون ) ...ٌ