Saturday, April 30, 2011

الثورة ..وتمام النعمة

توفي ابي الحبيب من عشرة أيام .. راضي النفس .. سعيد الخاطر ..مشرق الوجه.. نسألكم جميعا له الدعاء بالمغفرة ، وطلب الرحمة من الله عز وجل

عاش أبي يحب الناس .. ويحبه الناس .. ملأ الدنيا كرما و تسامحا وحلما و صبرا وطول بال ..

واحد فقط لم يحبه أبي .. بل عاش يدعو عليه .. و يقول اللهم ارني فيه يوما قبل أن ألقاك يا قادر يا كريم ...
ولم يخيب الله رجاء أبي .. و استجاب دعاءه .. .

لقد سقط مبارك .. و رأينا عجيب انتقام الله فيه .. وبردت نار أبي .. و اطمأنت نفسه .. وشكر لله تحقيق امنيته .. و فرح معنا و مع كل المصريين الشرفاء بزوال الفرعون.. و زهقان الباطل والفساد .. و انخساف الأرض بدولة الزيف والغش والنهب وضياع الحقوق ..
كان أبي رحمه الله يربينا أنه لا يصح إلا الصحيح ... و أن ربك لا يضل ولا ينسى .. وأنه لكل نبأ مستقر ... وقد عاش وعشنا حتى شهدنا معه تلك الحقيقة التي كان يؤمن بها .. و يوصينا أن نتيقن منها .. ونعيش من بعده في سبيلها ونموت ...

دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة .. هكذا كانت قناعته .. كان يتغنى بسعادة بأبيات جميلة ...
انهض فإن الفجر لاح ...
و أحاط بالليل الصباح
هاهم لصوص المال و الآثار .. والغاز المعبأ للأعادي في أنابيب المودة والسماح ..
هاهم فلول العار أشباه الخراتيت القديمة .. بائعو القمح المسرطن ..مشعلو الأسعار مبتدعو فنون الفتك بالأطفال ..حيتان الحديد ..
مروجو البانجو .. ومغتصبو القراريط القليلة من يد الفلاح
.. هاهم ولاة البوس ..عصبة خدعة الإصلاح ..
مختلطا بوحل الزيف مبتسما على الشاشات ... مشبوحا بحبل الصلف ... منتشيا بحشد العسكر السفاح ..
هاهم جهابذة الدساتير العليلة و النقاش الحامض الممجوج حول الإرث والتوريث والتعديل و التبديل و التفسير والتزوير والكذب المتاح
هاهم حثالة وهم أمريكا ..رعاة الفكر والإعلام مشمولا بوحي القائد اللماح

موصولا بسعر الصرف و العملات ...مؤتمرا بسوء القصد مغتبطا بورد القرية الفواح
هاهم بما بشموا وما نهبوا وما سرقوه مكسورو الجناح

*****
هذا جزء من قصيدة لم ينفك يقرؤها مغتبطا جذلا مملوءا بسرور غير مسبوق
رحمه الله .. اللهم أسعده في آخرته كما أسعدته في دنياه
و أتمم علينا نعمتك بوطن نحبه لأبنائنا ...وطن كما كان يتمنى آباؤنا لنا

Wednesday, April 27, 2011

الشرطة ما تزال من الشعب

هذه العبارة أوجهها للشرطة قبل أن أوجهها للشعب ... هذا هو الشعار الذي كنت أتمنى تبنيه بدلا من شعار الشرطة في خدمة الشعب .. فعبارة خدمة الشعب بحد ذاتها و إن كانت قديمة المنشأ ..غير أن تفسيرها ..ما يزال يحمل نبرة استعلائية ذات حالة من التمييز .. فما المانع أن تكون الشرطة في خدمة والشعب والقضاء في خدمة الشعب و الأطباء والممرضات في خدمة الشعب وعمال البلدية والصرف الصحي أيضا في خدمة الشعب .. أي خدمة


لكن أن تعود الشرطة لخدمة الشعب فهذه منة محمودة .. ونعمة مشكورة ..وحدث غير مسبوق ..و مازلنا نطمح لهذا وسط حالة من الفراغ الأمني العجيب المريب ..

العبارة الجديدة أن ننتزع مفهوم أن تكون الشرطة ( مـــن الشعب ) حتى نزرع حالة انتماء مأمولة بين المعسكرين ..معسكر الشرطة والشعب ..الفريقان اللذان تقاتلا على هامش أحداث الثورة المصرية .حتى لا تختزل الثورة ..لكي نكون ناتجا للمعركة بين الفريقين انتهت بتدخل الجيش لصالح الشعب ... في الشوط الأول من الثورة على الأقل .. بينما الجيش اليوم مطالب ومطلوب ومضطر ليكون في صف الشرطة ونجدتها لتعود لعملها الذي كان يفترض أن تعمله ولا تتخلى عنه ...

الشرطة ما زالت في حال من التخندق الغاضب ضد الشعب ..كل الشعب .. ليس المجرمين ولا البلطجية , وليس الانكشاريين اللذين دخلوا المقار الأمنية والمديريات والأقسام وسقط من الجانبين قتلى وجرحى ، وما زال الخلاف قائما بين الفقهاء في تسمية الاستشهاد واستحقاق التسمية من عدمها في حق الطرفين ..

المهم أن الشرطة أصبحت تكره الشعب .. وتبرأت من الشعب .. خرجت عن خدمته وطاعته .. وليست مستعدة - غير إعلاميا - لتكون في خدمة الشعب

و عندما يتعرض المجرمين لممتلكات المواطنين وأرواحهم في طول مصر وعرضها وطرقها السريعة وأزرقتها المعتمة ... يغيب الشعار ...فلا خدمة الشعب و لا مصلحة الشعب ولا بقاء الشعب ولا أمانه ولا أمنه ولا أرواح ولا ممتلكات تعني رجل الشرطة .. ..حلوة " رجل " دي


بعضنا استأجر خفيرا لحماية بيته وسيارته .. و البعض ما يزال من يوم الجمعة الحزينة .. يقوم بدور حارس شارعه ...... و يدقق في الوجوه والسحن المارة أمام بيته .. و يذود عن أهل جيرته .. مكن الشرطي الخائب الغائب ...

ولا ندري متى وكيف سيكون هناك شرطي .. يحب الناس ويخاف عليهم ويفديهم بروحه .. فطيلة السنين الماضية وليس عندنا شرطي غير ذلك المبرمج للقمع السياسي و فرض الأتاوات والمكوس .... ولم نر أو نحلم بذلك الذي يعس بالليل ليرعى الأرواح والأعراض والممتلكات ...

Tuesday, April 5, 2011

يد تبني ويد تسحق الفلول

لما أسمع أو أرى الدكتور المهندس عصام شرف أجدني بلا وعي مني أهز رأسي حسرة على الرجل الطيب .. الذي لا نختلف على وطنيته ..كما لا نختلف على كونه مثالا نادرا للتهذيب والتأدب والرقي والرقة البالغة التي نحلم أن يتمتع سائر المصريين بها ...

كلما حكى لنا عن حفيدته الأثيرة عنده وعندنا و الله ... وكيف أطلقت طفلة السنوات الثلاثة شعار المرحلة ... جدو رايح مصر ... كلــــنا لازم نروح مصر ....كلما أعادت الشاشات القصة ينتابني نفس الشعور .. بالحزن على النفوس البريئة التي مازالت تحلم ... ثم أصبحت تحكم ولكنها لا زالت تحلم أكثر ما تحكم

الدكتور شرف رجل طيب .. لكنه لا يشبه الطيب أردوغان ... رجل تركيا القوي .. الذي كسر أنف الجيش التركي و أعاده لثكناته .. و قوى الدستور التركي و سلح ديمقراطيته و إرادة الأغلبية به ... ثم انطلق كأنه فاتح من آل عثمان ... يبني حضارة مسعورة للنهوض والتقدم .. وتقفز بالأرقام في جنون يسخر من الزمن ... و يدير ظهره لأوروبا و يمد للشرق يداً عليا لا يد الصغار والحاجة ...

أحب عصام شرف ... ولكنني أحلم بسيف السيد رجب طيب الذي جرجر العسكر بالملف الأزرق و كشف فساد المؤسسة العسكرية و سجل لأفرادها كل التجاوزات الجنائية والأخلاقية التي تغيبهم وراء التاريخ ..

ليس نقدا للنبرة الناعمة الهادئة الوادعة للدكتور شرف ...بل هو إعجاب للنبرة القوية الجريئة الجهورية الرجولية لإردوغان .... الرجل التركي أثبت للعالم أن شعبه متحضر و راق و جميل ..

بينما تسبب رئيس الوزارة المصري بتسامحه في رؤية العالم انفلات الأمن عندما زارنا بان كي مون ولم يستطع دخول ميدان التحرير لغياب الأمن ....

أردوغان يستخدم نفس الأسلحة السفلية لخصومه و يسجل لهم و يفضحهم .. ويطيح بقادة تاريخيين ... لأنهم نجسون وهو طاهر هكذا ببساطة ...

بينما يتبول فلول نظام مبارك ويتبرزون و ينجسون الثورة في كل مكان ... وميدان .. من أول ميدان مصطفى محمود رحمه الله .. وحتى استاد القاهرة و أضرحة اولياء الله ...

نعم ... إيفيت هكذا كان استفتاء الأتراك اخر العام الماضي و كذلك تماما كانت نتيجة الاستفتاء الضاحك الباكي للمصريين ....

الاستفتاء التركي غيــّــر معالم الحياة السياسية في أنقرة ... و الاستفتاء المعيب في مصر ..تبعه اعلان دستوري عسكري ...

آخر عسكرة ...

لا اتمنى رحيل الدكتور شرف .. كما لا أتمنى سقوط رجب طيب وحزبه في انتخابات الصيف المقبل في تركيا ... لكنما أتمنى لكل الصالحين ..

من رؤساء الوزارات يدا تبني ويدا أخرى تسحق الفلول

Monday, April 4, 2011

لو كنت ..فلولا

لو كنت من فلول النظام .. الاسم الذي أطلقناه على رجال مبارك الباقين بيننا ..الذئاب الجريحة كما يصفها علاء الأسواني ... ما ذا كنت تفعل

لو كنت من الفلول .. فقد تهرب من البلاد ..كما فعل أمراء أسرة محمد على بعد سقوط الملكية في مصر ..لتعيش مما حولت للخارج من ثروات ..فقد عملت حساب هذا اليوم

لو كنت من الفلول .. فقد تتلون بلون الثوار وقد يصدقك ضعفاء الذاكرة وااللامبالين والمنتظرين منك أن تلبس الحق بالباطل ..فيلبسوه معك

لو كنت من الفلول .. فستنتقم من الغوغاء الذين صنعوا ثورة قلبت حساباتك و بددوا خطط حياتك .. والانتقام ألوان و ألوان

لو كنت من الفلول .. عقد لهم الأمور وضع العراقيل في كل إجراء حكومي ما زلت تملك تسييره .. تمسك بوظيفتك فلن يملكوا إقالتك بعد

لو كنت من الفلول ...تكلم عن الغياب الأمني طول اليوم والليل وجند زوجتك وبناتك للحديث عن اللاتي تم اغتصابهن بالآلاف ..ودع لأحاديث النساء الباقي

لو كنت من الفلول .... علمهم طعم الجوع والخوف .. احتكر سلعة تريهم معنى غياب النظام و اختفاء نوع من الطعام .. المصريون يخافون الجوع

لو كنت من الفلول ..أرعبهم بجمالك وخيلك ورجالك و بلاطجتك .. اقتحم الأسواق واستادات الرياضة .. و مدارس الأطفال ..

لو كنت من الفلول .. جند صحفييك من الأقلام و الأفواه التي تدعي كونها نزيهة أو مستقلة ..للالتفاف ولي عنق الحقيقة .. وترويج الإشاعة

لو كنت من الفلول ..تستطيع أن تشيع جوا كئيبا من اليأس و الإحباط و تسميم المناخ العام ..حتى يظن الناس أن لا ثورة و لا يحزنون

لو كنت من الفلول فبوسعك الدفع بمرشحين يسحبون الروح من نفوس الثائرين .. و جهز مجوعة من مجرمي النظام السابق و احتشد مع ملايينك الأمنية والبلطجية لهم

لو كنت من الفلول ..خوف السائحين وأرعب العالم من ثورة المصريين .. وأظهر مصر كدولة من مجاهل أفريقيا أو من معامل تفرخ الإرهاب كأفغانستان

لو كنت من الفلول ..فتذكر كم المصريين معدومي الطموح و حاول إقناعهم بالمكاسب القريبة ..وتذكر سيبيعون أصواتهم عند الصناديق

لو كنت من الفلول .. شكك في كفاءة الجميع .. و افتر على الجميع و اتهمهم بالعمالة و التفاهة وعدم الخبرة واستشهد بالخبراء ستجد من يؤيدك

المصريين شعب يحب هدم الآخر ويجيد التراشق بطوب الأكاذيب و السخريات ..لو كنت من الفلول سيساعدك هذا جدا

لو كنت من الفلول .. ربما ستنجح كشرير ..لكن ستندم أنك لم تركب الحلم الطيب وتطهر نفسك .. وتكون من فرسان المرحلة بسهولة لو أردت

المصريون شعب ضعيف الذاكرة .. و ربما لا يؤرشف ولا يقرأ .. بإمكانك أن ترش ملايينك عليهم وتصبح بطلهم .. وقائد ثورتهم .. و ستربح أكثر

لو كنت من الفلول .. ما أتعسك عندما تسمع أغنية - أنا بحبك يا بلادي