Tuesday, April 5, 2011

يد تبني ويد تسحق الفلول

لما أسمع أو أرى الدكتور المهندس عصام شرف أجدني بلا وعي مني أهز رأسي حسرة على الرجل الطيب .. الذي لا نختلف على وطنيته ..كما لا نختلف على كونه مثالا نادرا للتهذيب والتأدب والرقي والرقة البالغة التي نحلم أن يتمتع سائر المصريين بها ...

كلما حكى لنا عن حفيدته الأثيرة عنده وعندنا و الله ... وكيف أطلقت طفلة السنوات الثلاثة شعار المرحلة ... جدو رايح مصر ... كلــــنا لازم نروح مصر ....كلما أعادت الشاشات القصة ينتابني نفس الشعور .. بالحزن على النفوس البريئة التي مازالت تحلم ... ثم أصبحت تحكم ولكنها لا زالت تحلم أكثر ما تحكم

الدكتور شرف رجل طيب .. لكنه لا يشبه الطيب أردوغان ... رجل تركيا القوي .. الذي كسر أنف الجيش التركي و أعاده لثكناته .. و قوى الدستور التركي و سلح ديمقراطيته و إرادة الأغلبية به ... ثم انطلق كأنه فاتح من آل عثمان ... يبني حضارة مسعورة للنهوض والتقدم .. وتقفز بالأرقام في جنون يسخر من الزمن ... و يدير ظهره لأوروبا و يمد للشرق يداً عليا لا يد الصغار والحاجة ...

أحب عصام شرف ... ولكنني أحلم بسيف السيد رجب طيب الذي جرجر العسكر بالملف الأزرق و كشف فساد المؤسسة العسكرية و سجل لأفرادها كل التجاوزات الجنائية والأخلاقية التي تغيبهم وراء التاريخ ..

ليس نقدا للنبرة الناعمة الهادئة الوادعة للدكتور شرف ...بل هو إعجاب للنبرة القوية الجريئة الجهورية الرجولية لإردوغان .... الرجل التركي أثبت للعالم أن شعبه متحضر و راق و جميل ..

بينما تسبب رئيس الوزارة المصري بتسامحه في رؤية العالم انفلات الأمن عندما زارنا بان كي مون ولم يستطع دخول ميدان التحرير لغياب الأمن ....

أردوغان يستخدم نفس الأسلحة السفلية لخصومه و يسجل لهم و يفضحهم .. ويطيح بقادة تاريخيين ... لأنهم نجسون وهو طاهر هكذا ببساطة ...

بينما يتبول فلول نظام مبارك ويتبرزون و ينجسون الثورة في كل مكان ... وميدان .. من أول ميدان مصطفى محمود رحمه الله .. وحتى استاد القاهرة و أضرحة اولياء الله ...

نعم ... إيفيت هكذا كان استفتاء الأتراك اخر العام الماضي و كذلك تماما كانت نتيجة الاستفتاء الضاحك الباكي للمصريين ....

الاستفتاء التركي غيــّــر معالم الحياة السياسية في أنقرة ... و الاستفتاء المعيب في مصر ..تبعه اعلان دستوري عسكري ...

آخر عسكرة ...

لا اتمنى رحيل الدكتور شرف .. كما لا أتمنى سقوط رجب طيب وحزبه في انتخابات الصيف المقبل في تركيا ... لكنما أتمنى لكل الصالحين ..

من رؤساء الوزارات يدا تبني ويدا أخرى تسحق الفلول

No comments:

Post a Comment