هذه العبارة أوجهها للشرطة قبل أن أوجهها للشعب ... هذا هو الشعار الذي كنت أتمنى تبنيه بدلا من شعار الشرطة في خدمة الشعب .. فعبارة خدمة الشعب بحد ذاتها و إن كانت قديمة المنشأ ..غير أن تفسيرها ..ما يزال يحمل نبرة استعلائية ذات حالة من التمييز .. فما المانع أن تكون الشرطة في خدمة والشعب والقضاء في خدمة الشعب و الأطباء والممرضات في خدمة الشعب وعمال البلدية والصرف الصحي أيضا في خدمة الشعب .. أي خدمة
لكن أن تعود الشرطة لخدمة الشعب فهذه منة محمودة .. ونعمة مشكورة ..وحدث غير مسبوق ..و مازلنا نطمح لهذا وسط حالة من الفراغ الأمني العجيب المريب ..
العبارة الجديدة أن ننتزع مفهوم أن تكون الشرطة ( مـــن الشعب ) حتى نزرع حالة انتماء مأمولة بين المعسكرين ..معسكر الشرطة والشعب ..الفريقان اللذان تقاتلا على هامش أحداث الثورة المصرية .حتى لا تختزل الثورة ..لكي نكون ناتجا للمعركة بين الفريقين انتهت بتدخل الجيش لصالح الشعب ... في الشوط الأول من الثورة على الأقل .. بينما الجيش اليوم مطالب ومطلوب ومضطر ليكون في صف الشرطة ونجدتها لتعود لعملها الذي كان يفترض أن تعمله ولا تتخلى عنه ...
الشرطة ما زالت في حال من التخندق الغاضب ضد الشعب ..كل الشعب .. ليس المجرمين ولا البلطجية , وليس الانكشاريين اللذين دخلوا المقار الأمنية والمديريات والأقسام وسقط من الجانبين قتلى وجرحى ، وما زال الخلاف قائما بين الفقهاء في تسمية الاستشهاد واستحقاق التسمية من عدمها في حق الطرفين ..
المهم أن الشرطة أصبحت تكره الشعب .. وتبرأت من الشعب .. خرجت عن خدمته وطاعته .. وليست مستعدة - غير إعلاميا - لتكون في خدمة الشعب
و عندما يتعرض المجرمين لممتلكات المواطنين وأرواحهم في طول مصر وعرضها وطرقها السريعة وأزرقتها المعتمة ... يغيب الشعار ...فلا خدمة الشعب و لا مصلحة الشعب ولا بقاء الشعب ولا أمانه ولا أمنه ولا أرواح ولا ممتلكات تعني رجل الشرطة .. ..حلوة " رجل " دي
بعضنا استأجر خفيرا لحماية بيته وسيارته .. و البعض ما يزال من يوم الجمعة الحزينة .. يقوم بدور حارس شارعه ...... و يدقق في الوجوه والسحن المارة أمام بيته .. و يذود عن أهل جيرته .. مكن الشرطي الخائب الغائب ...
ولا ندري متى وكيف سيكون هناك شرطي .. يحب الناس ويخاف عليهم ويفديهم بروحه .. فطيلة السنين الماضية وليس عندنا شرطي غير ذلك المبرمج للقمع السياسي و فرض الأتاوات والمكوس .... ولم نر أو نحلم بذلك الذي يعس بالليل ليرعى الأرواح والأعراض والممتلكات ...
No comments:
Post a Comment