Tuesday, June 14, 2011

ناصر 56 فيلم الســــهرة و حكايات الثورة

لماذا فيلم ناصر 56 يذاع عليكم الليلة على الفضائية المصرية ... أعرف أن نظرية العقل المدبر ما تزال تشغل بالي وبالك ... وقطعا لا تتم معظم الرسائل الإعلامية بنفس العفوية والتلقائية التي تمارسها كل مؤسسات الدولة , المهم أن الموضوع كان حوارا محتدما بين وبين زوجتي العزيزة ...
زوجتي ترى أن عرض الفيلم ربما يحاول تكريس الدور القيادي للعسكر في االنقاط و النقلات المصيرية من تاريخنا ... كإرهاص مقصود مفاده من القيادة العسكرية " أي لا تنسوا أن العسكر هم من يخوضون المراحل العصيبة بالبلاد ويتوجب عليكم أيها الشعب الانصراف للعمل و الانتاج " وذلك انطلاقا من يقين القيادة للدور العاطفي التي تحشده وتكرسه مثل هذه الأعمال الفنية ذات المرجعية الوطنية .. والله كلام معقول
لكن ردي عليها أنني راض عن عرض الفيلم .. وأن المحتوى فائدته الثورية أهم من الأجندة الإعلامية
أولا لفت نظر الانسان المصري لغياب الرجل الزعيم .. أو القائد الملهم .. ولا تقل لي أن قمع النظام السابق وآلته الإعلامية البغيضة هي من شوهت الأسماء المتاحة ..بل يقيني أنا أنهم كانوا ولا يزالوا شخصيات باهتة وأصوات مبحوحة خافتة ....
فلقد كان نظام الشاه أكثر قمعا وتنكيلا ورغم هذا لم يمنع من لمعان شخصية الخوميني وأسره لألباب مواطنيه
و نيلسون مانديلا الذي كان حبيس زنزانته وبعيدا عن شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد و منابر الخطاب .. استطاع دحر النظام العنصري في بريتوريا وصنع فجر جديد لأمته ..
ثانيا الفيلم يذكر الناس بطبع الثورات وطبيعتها ... فتأميم القناة كأي إجراء ثوري كان حاسم دقيقا سريا في تخطيطه مباغتا في تنفيذه
ليس ما فعله شفيق وهو يترك الأموال والأنذال يهربون تحت عينه .. و أوراق أمن الدولة تحترق وتفرم على مهل و يسوي كل المجرمون أوراقهم واختامهم .. و يبرؤون من المحاكم كالشرفاء الأطهار
المواقف الوطنية الثورية تلتزم الشكل الشجاع وتتحمل النتائج باسم الوطنية ... أما تأجيل محاكمات القتلة والسفاحين فهو ليس عملا ثوريا ولا شجاعا

ثالثا و هذا أهم ما أعجبني في الفيلم ...هو تشابه الأحداث من وجود فلول للنظم السابقة .. ووجود انشقاق و صراع ومخالفة جلية في صفوف الثوار .. هذا يطمئنني على أن الثورة الراهنة ربما لن تفشل لو تم لها سيناريو ...يرسم التريخ على غير ماحصل بعد 56 من حكم الفرد وعسكرية الدولة و لتظل الديمقراطية هي الأمل

Saturday, June 11, 2011

يـــابو حمد ويش بــــلاك دشيـــت بحـر لاشـــعار
بحر القوافي عمـــــيق ...لا تــــدش فيه ياحمــــار
الشعر يكفـــــيه هله .... وانت الشعـــــير يكفيــــك
وان ما كفـاك لشعيــــــــر ..زدناك تبن وشوار

اضطرتني مقالة الوشيحي ... اللاذع البارع ..أن أروي هذه الحكاية عن صديق كريم - و إن كنا لم نتورع أبدا عن تجريحه بالمزاح الثقيل والكلام الرذيل - كانت هوايته شراء الشعر بل و توظيف من يلحنه ويغنيه ونسبة اللحن والشعر معا إلى نفسه ... ولا يخونني العيش و الملح فكم تغدينا بل وتعشينا على مائدته العامرة .. ثم .. دفعنا حق ما أكلناه إنصاتا إلى روائعه الكارثية ... دون تذمر ظاهر أو نقد موضوعي ..يلفت نظر الرجل أن طباخه أجاد ..أما شاعره وملحنه فقد غشاه وغررا به وباعوه إسفافا و إزعاجا ..... وألصقا ا سمه الكريم على الخيابة و النشاز والعلل والزحافات و كل مايعيب الشعر والموسيقى .. ماصنفه العالمون وما لم يصنفوا ...
ما كان مني إلا أن نظمت هذه الأبيات - وتناقلتها الألسنة دون أن يعرف قائلها - و لعلها نجحت في ثنيه عن المضي في صناعة الغناء ...أو ربما أبياتي و تعلقه بهواية أخرى ..هي تربية الحمام النادر .... و لهذه حكاية أخرى عن أبي حمد و سذاجته المأثورة

Sunday, June 5, 2011

أيها المصريون ... لا يفوتنكم أبو سلمان

بغرورنا و عنطزتنا المصرية القديمة المتجددة .. عشنا سنين وسنين نعلو ونتعالى على قراءة المقال ( العربي ) للكتاب الغير مصريين ... بينما ربما نتشدق بقراءة المقال ( المترجم ) بسبب عقدة الخواجة

هذا ما جعل كثيرا من القراء المصريين من مدمني الصحيفة اليومية بل و الذين يمكن أن تصفهم بقراء العيار الثقيل أو القراء الإيليت - تجد أولئك لا يعرفون أحمد الجارالله أو جهاد الخازن أو عزمي بشارة و لا حتى عبد الباري عطوان سامحه الله ... على سبيل الذكر

ولأنني من القبيلة العربية ... ولأنني وجدت أبي يقرأ لهؤلاء بشغف .. ( وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ....

ولا ألوم المصريين على ذلك تماما .. فحقا كانت المدرسة المصرية للفنون والموسيقى والمسرح والتمثيل والصحافة هي الرائد و القائد زمنا ما ... غير أن القوم في بلاد العرب أوطاني .... صاروا أصحاب مدارسهم الخاصة ..وطوى أبناؤهم العالم شرقا وغربا .. وأحاطوا من التنوير بعض مالم نحط به في زمان الظلام الأخير على سماء مصر ....

واليوم عندما أكلمكم عن _ الوشيحي _ فأنا لا أبالغ عندما أقول أنه رائد في صنعته فريد في ثقافته ...

ولكي أقنعكم بموهبة الرجل ..أحب أن أذكركم كيف فتنتم في مصر بعبدالله الرويشد و نبيل شعيل .. وحسين الجسمي ...

وكيف تعلقتم بمسلسلات حياة الفهد وغانم الصالح و تابعتم في صيام رمضان و إفطاره منوعات الفاتنة المتعددة المواهب حليمة بولند ...

آن لكم اليوم أن تراقبوا وتترقبوا هذا النوخذة ( أي البحار العتيد ) وهو يمخر عباب السطور باقتدار ماركوبولو و بشراسة القرصان سيلفر في جزيرة الكنز ..

فالرجل يجيد لهجتكم و يعرف مذاق ثقافتكم ... وثقافات قطاع عريض من أشقائنا العرب شمالا وجنوبا ... و يصنف الأرواح العربية والسحن و الأجناس الناطقة بالضاد بحــــِـــرفية وعمق وخفة ظل ...

كل ما أود لفت نظركم إليه .. أن أبو سلمان ( وهذه كنية الرجل ) ثائر مثلكم .... روحه على كفه ...و قلمه شوكه في حلق فاسدي قومه ... و مدفعه لا يخيب مرماه غير أن يده وثوبه لم يسلما من البارود والدم ....

اقرأوا للأستاذ محمد الوشيحي وتابعوه في الدستور المصرية و الجريدة الكويتية وسبر الألكترونية ...لن تندموا ...فمائدة ثمة عامرة ... و أصناف أصيلة لا يشوبها تغريب ... ومذاق للكلمة لا يؤكل إلا طازجا ...