زوجتي ترى أن عرض الفيلم ربما يحاول تكريس الدور القيادي للعسكر في االنقاط و النقلات المصيرية من تاريخنا ... كإرهاص مقصود مفاده من القيادة العسكرية " أي لا تنسوا أن العسكر هم من يخوضون المراحل العصيبة بالبلاد ويتوجب عليكم أيها الشعب الانصراف للعمل و الانتاج " وذلك انطلاقا من يقين القيادة للدور العاطفي التي تحشده وتكرسه مثل هذه الأعمال الفنية ذات المرجعية الوطنية .. والله كلام معقول
لكن ردي عليها أنني راض عن عرض الفيلم .. وأن المحتوى فائدته الثورية أهم من الأجندة الإعلامية
أولا لفت نظر الانسان المصري لغياب الرجل الزعيم .. أو القائد الملهم .. ولا تقل لي أن قمع النظام السابق وآلته الإعلامية البغيضة هي من شوهت الأسماء المتاحة ..بل يقيني أنا أنهم كانوا ولا يزالوا شخصيات باهتة وأصوات مبحوحة خافتة ....
فلقد كان نظام الشاه أكثر قمعا وتنكيلا ورغم هذا لم يمنع من لمعان شخصية الخوميني وأسره لألباب مواطنيه
و نيلسون مانديلا الذي كان حبيس زنزانته وبعيدا عن شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد و منابر الخطاب .. استطاع دحر النظام العنصري في بريتوريا وصنع فجر جديد لأمته ..
ثانيا الفيلم يذكر الناس بطبع الثورات وطبيعتها ... فتأميم القناة كأي إجراء ثوري كان حاسم دقيقا سريا في تخطيطه مباغتا في تنفيذه
ليس ما فعله شفيق وهو يترك الأموال والأنذال يهربون تحت عينه .. و أوراق أمن الدولة تحترق وتفرم على مهل و يسوي كل المجرمون أوراقهم واختامهم .. و يبرؤون من المحاكم كالشرفاء الأطهار
المواقف الوطنية الثورية تلتزم الشكل الشجاع وتتحمل النتائج باسم الوطنية ... أما تأجيل محاكمات القتلة والسفاحين فهو ليس عملا ثوريا ولا شجاعا
ثالثا و هذا أهم ما أعجبني في الفيلم ...هو تشابه الأحداث من وجود فلول للنظم السابقة .. ووجود انشقاق و صراع ومخالفة جلية في صفوف الثوار .. هذا يطمئنني على أن الثورة الراهنة ربما لن تفشل لو تم لها سيناريو ...يرسم التريخ على غير ماحصل بعد 56 من حكم الفرد وعسكرية الدولة و لتظل الديمقراطية هي الأمل
No comments:
Post a Comment