by Habib Jalib
يتوهجون بفرحة من قلب جحرهم العتيم
تمتص آفتهم قوانا مثل شيطان رجيم
يمضون نحو الأفق مثل ضحى دخاني دميم
لا لن أهادنكم و لست أرضاهم
ومن يرضى الجحيم
شتراوس (1949)... ليس أشيمطا وخطه الشيب بل هو شيخ عجوز أشيب أشهب...لكن نفسه ما تزال تدعوه لللهو والعبث والعك والعط والسفالة والرذالة ...فراود سيدة سمراء - ومش حلوة - تعمل في تنظبف الفندق الذي كان ينزل فيه عن نفسها .. و هم بها .. فأودت بتاريخه السياسي و الاقتصادي .. فأزيح من منصب إدارة البنك الدولي .. وبرغم ما يقولون من أنه فخ صنعه خصومه وأولهم القرد الفرنسي اليهودي ساركوزي ....فإن فضيحة ستراوس كان هي تتويج لمشوار من نفس الموديل الشهواني الغرائزي ...
من فترة غير بعيده أيضا وقفت الدنيا ولم تقعد بسبب فضيحة مماثلة كان بطلها أو نذلها إن صح التعبير
هو رئيس دولة إسرائيل و أحد أبرز رموز عصابة الصهاينة و آخر الآباء المؤسسين للكيان العبري الملعون ... قام موسى قصاب أو كما ينطقها اليهود موشيه كاتساف (1945) بالتحرش البذئ بالفتيات الاسرائييليات العاملات كسكرتيرات وموظفات استقبال لمكتبه ...و برغم دفاع ابنه الحاخام فواز قصاب عنه بأنها حرب تخليص ثأر سياسي و عنصري ضمن عصابة شمعون بيريز .. غير أنني أميل لتصديق اليهود المدعين على هذا الذئب العجوز .. وهو لتواتر الرواية و تعدد طرق سند الحديث حتى صارت كالمتفق عليه
و ربما تعذرون شابا مهووسا مثل ( مولدار) بطل سلسلة الخيال العلمي في التسعينيات - الممثل ديفيد دوكوفني (1960 ) و هو شاب يهودي مولع باجنس حتى تسبب في انهيار حباته الشخصية والمهنية
كما عذرتم الرئيس الأمريكي الشاب - آنذاك - في مغامراته مع السكرتيرة الممتلئة مونيكا لوينيسكي
لكنكم لن تجدا عذرا وجيها للعجوزين المسعورين الآنف ذكرهما ....
كل المقال بما يحنويه مملوء بالشخصيات المقززة لا جدال
لكن السؤال المطروح هو ما حكاية الانفلات الشهواني لدى الشريحة الطاعنة في السن وما السبب في هذا و لماذا اختفى نموذج الجد الحكيم و الشيوخ الأجلاء و ارتفعت راية الغراميات المحرمة حتى في السن الرذيل .. الجواب سيكون موضوع المقال القادم
يوم 11 فبراير فرحتوا و روحتوا ....
و للمرة الثانية يوم ما أحمد الشحات نزل العلم فرحتو ا و روحتوا
تقدروا تقولولي ليه بتروحوا بدري
وكان المصري عجولا ... بمجرد ما تراضيه بسرسوب فرح محدود ينتشي ويتمايل طربا وتأخذه الغبطة فينسى حقه وحق من معه و من يعولون عليه
ممكن تفك اضراب عمال بوجبة ساخنة أو نص كيلو كباب حصلت والله
ممكن تفض مطالب عاملين وموظفين بإعطاء يوم أجازة بدل يوم عمل أو صرف مكافأة يوم
ممكن تسكت أسر شهداء بدية مالية مضحكة يشرف على شرعنتها شيخ سلفي مشهود له بالجنة
ممكن تاكل عقل المصريين بأبسط شئ .. و يابخت من حكم
تخيل لو قال لك أحدهم هذا الكلام .. طبعا كنت سترقعه بالمركوب ..
لكن عندما تتولاك الحالة الثورية .. وترى أن الطرح منطقي ..
ربما ستفكر .. والتفكير ليس كفرا
أليس المفروض
أن أولي الأمر هم الأولى بفقراء القوم
أليست وزارة الأوقاف ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة
هم الأعلم بالمحتاج والمريض والمعوز و المضار والفقير والمسكين
ثم أنني وإياك سواء صغرت زكاتنا أو كثرت لسنا خبراء في البحث الاجتماعي و تقصي الاستحقاق من عدمه ...
خاصة و محترفي النصب و التدليس و حملة الأوراق المصورة و المزورة و مدعي الأمراض و مختلقي القصص
الدرامية المتشابكة المتشابهة المحبوكة المسبوكة
ثم هناك مأساة أخرى .. فأنت تدفع زكاتك لشيخ الحارة أو أحد العاملين في النشاط الخدمي و الاجتماعي لتجدها اليوم وقد أصبحت دعما لنشاط حزبي أو حركة سياسية أو توجها معتدلا أو متطرفا
لماذا تتورط في صناعة فكر يمنح من يراه مؤيدا له ويمنع من الفقراء من لا يراه ذا نفع
و علينا بإيه من الخيبة دي ....
أفي بلد تصدر الغاز والبترول والكهرباء والعمالة والتنازلات الاستراتيجية و السياسية كيف يوجد محتاج ومعوز كيف في بلد تجني من ممرها الملاحي لقناة السويس ما يعادل مترا مكعبا من الذهب في اليوم كيف يتسول الناس و يتكففون بعضهم بعضا ...
لماذا أكون أنا و أنت الصمام الواقي من الانفجار الاجتماعي الحتمي .. ألسنا نحن من نحمل بعضنا و نتكافل منذ قرون ألسنا من نبني المساجد و نضيئها و نفرشها و نجعلها صالحة للصلاة من جيوبنا
ونساعد الأرامل و الأيتام و نضع حنفيات المياة الباردة على النواصي رحمة ونورا
على موتانا ألسنا من ننظف كل صباح أمام محلاتنا و بيوتنا
ونستأجر لهذا من البسطاء بدعوى الصدقة المتدارية ( المخفية ) وبعد كل هذا أين مؤسسات الدولة .. التي تنتهب مني ومنك التمغات و الرسوم والتحصيل و الضرائب ...
ألا يجب أن ينال الفقراء منها نصيب ...
لماذا تكون وإياي المهتمين بالعدالة الاجتماعية .. بينما هي لا تعني السادة الوزراء و المحافظين و رجال الدين والدنيا في بلادنا
سأدفع ماعلي وعلى أولادي من زكاة .. غير أني غير راضي عن الحكام فهم لا يدفعون الزكاة
لا أظنني أفاجئك عندما أؤكد لك أن عدونا القادم والوحيد هو الجهل ...لعلك اكتشفت ذلك بنفسك .. فمنذ زمن كان من يعرف يخاف أن يقول أو أن يعلم غيره .. والحمدلله اليوم لا مكان للخوف بحجمه السابق .. وبوسعك أن تتكلم و تنور وتعلم و تتجادل وتختلف وتأتلف دون طائلة قانون الطوارئ و أعين و أسماع كائنات الظلام ....
مئات المواقف تمر بك وملايين الوقفات الحوارية على الشاشات تحكي لك الحال النمطية والاسطوانات المشروخة والببغاوية الغير مسلية لأغلبية شعبنا الحبيب .....
ما العمل إذن ...أهو المزيد من البرامج التليفزيونية الاستعلائية على من لا يعلم ولا يعلم أنه لايعلم .. أم هي السرادقات التي توزع فيها الجوائز وتجبر لتسمع سفسطة أجنداوية .. حزبية ..دينية أو لا دينية ...و تحصل على شنطة رمضان وكل سنة وأنت طيب
كيف تتسلل المعرفة ..فتصل للأذهان المغاليق فتسمح بالمقارنة العادلة بين الصواب والأصوب ...ما هي الوسيلة المنهجية لتوضيب العقول من حال الجهل العميم .. حتى في مواطن المسؤولية ...
جلست بالأمس مع ضابط شاب .. يعني الضرورة يده تطال الانترنت و المعرفة المعروفة .. و المتداولة ...و استدرجنا الحديث عن جماعات العنف المسلحة ...المعروفة بالحركات الجهادية ...لأفاجأ أنني بالمقارنة مع رجل الأمن حديث التخرج .. أكاد أكون موسوعة لمجرد أنني شاهدت فيلمين وثائقيين و قرأت كتابا لهيكل و آخر لفؤاد علام
حزنت لأجله لأنه كان يفترض أن يتعلم هذه المعلومات في فترته الأكاديمية أو حتى من خلال فرق و دورات تثقيفية ضرورية ليعرف كفاية عن مواطن الخطر و الانحراف النابتة من التراب المصري
نموذج مناقض وجدت محاسبا شابا في أحد البنوك الحكومية يملك من القدرة على التحليل و قراءة الوضع ما يطمئن على الحال الاقتصادية في مصر بتفاصيل توضح رواج الخدمة الائتمانية و تدفق الأقساط وانتظام السداد و تماسك الحوافظ والضمانات عما سبق من فساد و فوضى ....
هكذا توضحت لي الأمور كم نحن محتاجون لرفع المعرفية لدى افراد والمتخصصين بما يبني جال الثقة في الأوضاع والإمكانات ....