صباح الخير عليكم .. وصلت الأولاد المدرسة .. أوصل كل يوم أولادي وبناتي وأولاد أشقائي و ابنة جاري في سيارتي الملاكي الصغيرة .. بينما كثيرون غيري يدفعون الكثير لوصول وعودة أبنائهم من المدرسة بشكل كريم وآمن ، إنما وحده ضابط الشرطة المحترم يوصل أنجاله الكرام بسيارة الشرطة التي أولى بها أن تجند لحماية المدرسة و نقل الجنود للهفة القلقين على ممتلكاتهم وذويهم ، كل يوم تصطف السيارات الزرقاء الداكنة لإنزال أبناء وبنات الباشاوات ، أليس هذه السيارة من أموالنا نحن دافعي الضرائب ، أليس الوقود الذي تسير به كذلك ، أليس الشاب المجند الذي يحمل حقائب أنجال الفساد ، أحد أبنائنا يقضي خدمته العسكرية لأجل وطنه ، ألم يكن الأولى أن يبقى هذا المجند في قريته يرعى أمه وأبيه ، سيقول السفهاء من الناس ..يا عم هي جت على دي ؟!!! ما البلد بتتنهب طولا وعرضا ، أقول دي بالذات لأ ... مش أصول أن يرى أولادي زملاءهم أبناء الباشا ينزلون من سيارة الشرطة ، ليس لشئ غير أن ابني لن يفهم بعدها معنى قدسية المال العام ، لن يفهم غير أن أصحاب السلطة يستطيعون الانتفاع بمكانهم من تسيير المركبات لخدمة بيوتهم مرورا بتطويع المصالح لحسابهم انتهاء بتوزيع الفرص و التعيينات بتليفون وكارت من سيادته ، أنا أعلم ابني اليوم أن هذا حرام ، وأنه لا يحق لك الانتفاع إلا بثمرة جهدك ، ولا استخدام إلا ممتلكاتك و أدواتك ، و أن الله يحاسب على كل صغيرة وكبيرة ، وبدءا وبدها أن الله موجود وسيحاسب لا جدال ....
أتوجه الآن بالدعوة لشرطي الذي يستخدم مركبات الشرطة لمشاوير المدرسة والسوق وخدمة الهانم والبهوات ، لن أكلمك عن الحرام والحلال فهذه مسلمات بنوية أعرف أنك لا تعترف بها أصلا ، لكن أخشى على أبنائك ، فأولادي لا يحبونهم ، ليس هذا تهديد ، فنحن لسنا أشرارا حتى اليوم ولا نربي أبناءنا ليكونوا أشرار ، لكن أولادي ينظرون أن أبناءك ينتفعون بل ويتربون بالحرام ... نعم أنا أفهمتهم هذا ، أبنائي ينظرون لأبنائك أنهم أبناء لص لا شرطي ، أبنائي يكرهون سيارة الشرطة ، لأنها رمز معلوم للصفاقة و الوقاحة و المجاهرة بالمنكر ، أبنائي وبناتي اليوم يفهمون بفضلك أن مهنة الشرطة لاعلاقة لها بالنزاهة والشرف ، لا علاقة لها بحفظ المال العام ولا الخاص ، وأن جندي الأمن إنما هو خادم لأفراد الداخلية عدو للبشرية ، عديم الإنسانية ...
تبا لك لقد أفسدت مزاجي هذا الصباح وكل صباح ....