Sunday, February 27, 2011

البوكس

صباح الخير عليكم .. وصلت الأولاد المدرسة .. أوصل كل يوم أولادي وبناتي وأولاد أشقائي و ابنة جاري في سيارتي الملاكي الصغيرة .. بينما كثيرون غيري يدفعون الكثير لوصول وعودة أبنائهم من المدرسة بشكل كريم وآمن ، إنما وحده ضابط الشرطة المحترم يوصل أنجاله الكرام بسيارة الشرطة التي أولى بها أن تجند لحماية المدرسة و نقل الجنود للهفة القلقين على ممتلكاتهم وذويهم ، كل يوم تصطف السيارات الزرقاء الداكنة لإنزال أبناء وبنات الباشاوات ، أليس هذه السيارة من أموالنا نحن دافعي الضرائب ، أليس الوقود الذي تسير به كذلك ، أليس الشاب المجند الذي يحمل حقائب أنجال الفساد ، أحد أبنائنا يقضي خدمته العسكرية لأجل وطنه ، ألم يكن الأولى أن يبقى هذا المجند في قريته يرعى أمه وأبيه ، سيقول السفهاء من الناس ..يا عم هي جت على دي ؟!!! ما البلد بتتنهب طولا وعرضا ، أقول دي بالذات لأ ... مش أصول أن يرى أولادي زملاءهم أبناء الباشا ينزلون من سيارة الشرطة ، ليس لشئ غير أن ابني لن يفهم بعدها معنى قدسية المال العام ، لن يفهم غير أن أصحاب السلطة يستطيعون الانتفاع بمكانهم من تسيير المركبات لخدمة بيوتهم مرورا بتطويع المصالح لحسابهم انتهاء بتوزيع الفرص و التعيينات بتليفون وكارت من سيادته ، أنا أعلم ابني اليوم أن هذا حرام ، وأنه لا يحق لك الانتفاع إلا بثمرة جهدك ، ولا استخدام إلا ممتلكاتك و أدواتك ، و أن الله يحاسب على كل صغيرة وكبيرة ، وبدءا وبدها أن الله موجود وسيحاسب لا جدال ....

أتوجه الآن بالدعوة لشرطي الذي يستخدم مركبات الشرطة لمشاوير المدرسة والسوق وخدمة الهانم والبهوات ، لن أكلمك عن الحرام والحلال فهذه مسلمات بنوية أعرف أنك لا تعترف بها أصلا ، لكن أخشى على أبنائك ، فأولادي لا يحبونهم ، ليس هذا تهديد ، فنحن لسنا أشرارا حتى اليوم ولا نربي أبناءنا ليكونوا أشرار ، لكن أولادي ينظرون أن أبناءك ينتفعون بل ويتربون بالحرام ... نعم أنا أفهمتهم هذا ، أبنائي ينظرون لأبنائك أنهم أبناء لص لا شرطي ، أبنائي يكرهون سيارة الشرطة ، لأنها رمز معلوم للصفاقة و الوقاحة و المجاهرة بالمنكر ، أبنائي وبناتي اليوم يفهمون بفضلك أن مهنة الشرطة لاعلاقة لها بالنزاهة والشرف ، لا علاقة لها بحفظ المال العام ولا الخاص ، وأن جندي الأمن إنما هو خادم لأفراد الداخلية عدو للبشرية ، عديم الإنسانية ...

تبا لك لقد أفسدت مزاجي هذا الصباح وكل صباح ....

Saturday, February 26, 2011

النكهة التونسية وفارق التوقيت

عندما نصلى المغرب في مصر يكون التوانسة قد خرجوا لتوهم من صلاة العصر ، عدا ذلك فهم و لأول مرة - أذنوا قبلنا للكفاح والفلاح ... وأقاموا صلاة استسقاء الخلاص ، و كبروا لفجر الفداء قبلنا بقليل .....

أزهق محمد البوعزيزي نفسه ... ليطلق ثورة الحياة والحرية في تونس ... وبعدها بأيام أشتعلت الثورة في مصر للكرامة والحرية .. وقد اشتعل- ليس بأيديهم - في سبيلها أشقاء للبوعزيزي مثل خالد سعيد و سيد بلال وشهداء القديسين ..

فقدكان عندهم بن على الدكتاتور و عندنا مبارك مصر ومصر مبارك ، وكان عندهم ليلى الطرابلسي و أسرتها ونفوذها وأشقائها وأنسبائها ، ولدينا ماما سوزان ونجلها النجيب العجيب ومقبلي أياديها ورعيتها من صناع الكلمة والصورة ، نهبت تونس ، ونهبت وجردت وجرفت مصر ........ ثم هيه وبعدين

ظهر الرئيس التونسي بثلاث بيانات مهدت لرحيله .. و على نفس المنوال أدلى رئيس مصر المخلوع ، بثلاث خطابات عنجهية و شيطانية واستعطافية ثم انخلع ، وبعد الانخلاع في تونس تولى الغنوشي المغضوب عليه كما تولى عندنا تماما سليمان وشفيق و جنودهما ، رفض التونسيون الغنوشي دستوريا لضرورة احترام النص الدستوري ، فخرج ثم دخل بإذن رئيس البرلمان التونسي ، تماما مثلما كان التخلي لدينا الذي تبعه تكوين شفيق لحكومة الحزب الوطني الحالية في مشهد ساخر يزايد على الملهاة التونسية ، فخرجنا للتظاهر لاستكمال المطالب الثورية تماما كما فعل إخواننا التونسيون ولم تتوقف تظاهراتهم وإيانا حتى اليوم ، ثم خرجت النداءات الفئوية لديهم فحققوا ولم يحققوا ، و بعدها خرجت مثيلتها لدينا وعادت بكثير من الوعود ، وخرجت الشرطة لديهم تتظاهر وتتظاهر بالمسكنة والاضطرار وتقدم شبه اعتذار ، و بعدها خرجت لدينا الشرطة تتظاهر لمطالب تخص ساعات عملها وأجورها ونالت استجابة فورية ، ولكنها لم تعتذر أو تمثل الاعذار والندم ككالتوانسة ، لفارق التوقيت والطبيعة المصرية معا ، تدخل الجيش التونسي وقام رشيد عمار باحتضان ثورة بلاده ، كما قام بعدهم المجلس العسكري لدينا باطلاق البيانات المطمئنة لنا ووعدنا بعدم استخدام العنف نحونا ومساندة ثورتنا ، و بعد فترة من الأفراح الثائرة عادت الميادين تمتلئ من جديد في صفاقس وتونس العاصمة ثم ما لبثت أن أفاقت القاهرة والاسكندرية من أعراسهما على جمعات جديدة تناشد باستكمال النصر

أقصد من هذا لفت نظر القارئ للتوازي العجيب والتناظر الزمني والفكري بل وتطابق كثير من أصول القصة ونتائجها مع فارق التوقيت والمبادرة لأحبتنا التونسيين ، أستنتج من هذا استنتاجا بسيطا ... الحكاية إذن فارق توقيت ، لكن إذا أحببت قراءة أخبار الغد مساء اليوم فاقرأ أخبار الظهيرة الفائتة لدى تونس ، ستجدها كالمنام الذي تصحو فتجده يتحقق أمامك ، أو كأوراق الإجابة التي تتطابق لدى لجان امتحانات متسيبة ، تونس بدأت صباح اليوم تنزف من جديد وكشر الغنوشي ورجال أمنه العائدون للانتقام عن أنيابهم ، وسقط المزيد من التوانسة الشهداء ، وشرعوا يهتفون – لا غاز ولا كرتوش التوانسة ما يخافوش - و أبشركم بالغد سيعود مغاوير الداخلية البواسل بمراراتهم ليذيقوكم طعم الاستشهاد بالنكهة المصرية ، مصير الغنوشي مصير شفيق ، و حكاية تونس هي حكاية القاهرة وعلى المقيمين مراعاة فارق التوقيت ....

Friday, February 25, 2011

على قد ثورتك ..مد مطالبك

انتفاضة أم انقلاب ....ثورة للتعبير أم ثورة للتغيير...أنصار النظام المخلوع يقولون - لقد أوصلتم صوتكم نلتم مطلبكم فكفاكم - لقد أوصلتم صوتكم للمسؤولين ألا يكفيكم .. لقد تنحى لكم الفرعون بعيدا عن أنظاركم في شرم الشيخ كفاية كدة ... أي أن كل ما متنا من أجله وفقدنا أطرافا وعيونا من أجله ، كان حق التظاهر بحرية ، لكن المسؤولين هم المسؤولون بدون اختلاف أو مع اختلاف الأقنعة والمسميات والمبررات ، أي أن الثورة أصبحت فشنك .... وانحسر الموج عن نفس الأنقاض القديمة الثقيلة ونفس الأصنام و التماثيل ...

الأنكى من ذلك .. أنه لا محاسبة لمن أزهق الأرواح ، و لا ملاحقة للمنهوبات ، ولا رحيل لرمز النظام و أزلامه عن البلاد والعباد ، و لا سرعة ضبط مستندات الإثبات التي تتبخر و تتلف وتحرق في تستر وفساد و امهال وإهمال ، يشين من يسكت عنه أكثر ممن يدينه ... المطالب الفئوية لم يستجب منها شئ ، إمعانا في الاستهانة ما عدا مجرمي الداخلية الاستجابة كانت فورية واعتمادات المكافآت المئوية عاجلة ، طب إيه مكاسب الثورة اللي نزلت أنا وانت فاكتوينا بغازها وهراواتها وخراطيشها ورصاصها المطاطي والحي وفقدنا أغلى الناس ....

أعود فأقول لك .. على قد ثورتك مد مطالبك .... فالمصريين قد تعودوا أن يعطوا الكثير ليأخذوا القليل ، نعمل طيلة النهار والليل لنملك حد الكفاف من الطعام والتعليم والمأوى ، و ندرس ونتخرج ونتفوق ليقولوا لنا اعملوا بوابين وأفراد سيكيوريتي ( الحاجة عيشة عبدالهادي مقبلة الأيادي) كما تعودنا أن ندفع في حديدنا و اسمنتنا وملابسنا وكثير من طعامنا أكثر مما يدفعه نظراؤنا في كل بلاد العالم لنحصل على النزر القليل ..

وثورتنا يريدون لها أن تفقد مليون أو مليونين من الأرواح لكي يعترفوا بها ويأذنوا لها أن تكون ثورة تغيير لا مجرد انتفاضة تعبير .فرغم غلاء كل روح وعين فقدت في ميدان التحرير .. غير أن لسان الغطرسة يرد علينا ..ثورة إيه دي اللي تموت أقل من ألف وتغير واقع هايعيشه 88 مليون مصري ...

المهم إن الدكتاتورات كلهم مؤمنين بمبدأ القوة و قانون الغاب ، و لا يمكنك أن تنتزع الملك من أحدهم إلا بقوة مماثلة في المقدار معادلة لها في القوة...

و عليه فسقف طموحنا السياسي و الاجتماعي لا يتناسب عندهم مع حجم التضحيات والدماء المسفوكة من أجلها ...

إذن الحرية تتطلب مذبحة ... و على قد مطالبك مد ثورتك ...


من رابط الكلب

ومن ربط الكلب العقور ببابه فكل بلاء الناس من رابط الكلب .... لقد عاد الكلب العقور ... يربطونه في الميادين وعند التقاطعات و على مصبات الطرق و في كل وديان مصر ونجوعها وحواريها وأزقتها ، التي ما كادت تفرح بيومين من الحرية والكرامة ، حتى أعادوا الوحوش المفترسة وهي كسيرة مزمجرة جريحة في غطرستها مكلومة في عليائها.. عادت تجوس بين الديار تعوي على الناس الأبرياء الذين طالما احتملواالأنياب والمخالب ..

و ألفوا الوجوه الوقحة الشرسة ، الجائعة الطامعة ...

بالأمس سمعنا كلنا على قنوات التواصل الاجتماعي تصريح السيد اللواء مدير أمن البحيرة الشهير "" اللي يمد إيده على سيده تنقطع إيده "" هكذا أي والله هكذا ... شفتوا الحلاوة ... لقد دمر بسيادته الشعار المزعوم العائد من ضلالات الماضي "" الشرطة في خدمة الشعب ""

كما ظهر زعيم الكتيبة اللواء محمود وجدي فسهرنا معه سهرة ملؤها الأكاذيب والأضاليل عن فتح السجون وسقوط الشهداء ، و قلب الأمور بعد أن أوشكت تهدأ بطمأنات السادة قادة المجلس العسكري .. حماة الوطن حتى تاريخه ..

وبالأمس كانت الطامة الكبرى .. ففي تناوش باللسان كان متوقعا بين ضابط مرور و سائق ميكروباس ، انفض الحوار على أن أخرج السيد الضابط طبنجته وفرغها في جسد السائق ، ببساطة كدة ، يا أهلا بالمعارك ..

لن تعود هيبة الشرطة أبدا يا محترمين ... ولن يصح إلا البتر واستبدال العضو الفاسد ، الذي ظهر من لونه ورائحته أنه من غير هذا الجسد ، كما لن يستطيع أفرادها حتى مدعي الاعتدال منهم والذي لم يتلوث كثيرا بدماء المصريين ، لن يستطيع مواجهة البشر قبل عام من العلاج النفسي ، والتدريب على حسن معاملة الجمهور ، وخدمة العملاء

تعالوا نضرب مثالا ... أليس هؤلاء هم حراس ممتلكاتنا ، أي بمثابة البواب والخفير عندنا ، أهه الخفير والبواب متملعنين و مقموصين عشان عاقبناهم - أو عاقبهم ضحاياهم - الشغالة الغلبانة اللي اغتصبوها ، و اللي فرضوا عليها إتاوة في الرايحة والجاية ... قامت الشغالة ولعت في نفسها وفيهم ،،، يقوموا يرجعوا عاوزين ينتقموا من أصحاب البيت ، طب أصحاب البيت إيه ذنبهم ، يبقى لازم نجيب بواب جديد وخفير جديد

طب يروح مجرمي الداخلية فين لو سرحناهم ، ما هم هيفضلوا برضه عصابات منظمة ، بنفس منوال الفوضى اللي عملوها أيام الفراغ الأمني واللجان الشعبية ، يعتدوا على البيوت ويثيروا الفوضى من أجل أن يثبتوا أنهم ضرورة ، ومضرة في آن معا ...

هذه الكلاب المسعورة يمكن ترويضها جيدا لو ألحقت بالجيش ، بنفس رتبهم وألقابهم ، والله ويبقى لهم فايدة بدل ماهم عديمي الفايدة شديدي الضرر، وبكده نريح آلاف الشباب من التجنيد الإجباري عدة سنوات ، بعد ضم أكثر من نصف مليون فرد جديد لقوى الجيش ، و نعين مكانهم في الخدمات الأمنية والحراسات ، أبناءنا الأبرياء المحترمين من خريجي كلية الحقوق والتربية الرياضية فيديروا الأقسام والمرافق ، حتى ولو لعدد من السنوات انتقالية ، نحل بها أزمة بطالتهم ، ونستبقي المتميزين منهم في المستقبل ، وذلك حتى تنتج لنا أكاديمية الشرطة ، عددا جديدا من الضباط وأمناء الشرطة الصالحين ...

كما أن اهم شي هو الخلاص من رؤوس الجريمة ، وقيادات الداخلية الملوثة ، فهولاء يجب محاكمتهم وليس أن يكافأوا بأي نقل أو وضع جديد ، فهم من أطلقوا علينا الكلاب ، وكل بلاء الناس من رابط الكلب

يهودي في الزنزانة

طبعا مع ضرورة نفيي عن نفسي مقدما لتهمة معاداة السامية التي استحدثت في هذا الأسبوع

في التشريع المصري الذي يتهم ناشطي المصريين ضد مهرجان أبو حصيرة ، فإن حديثي اليوم هو حول قصتين ليهوديين وراء القضبان ، و عندما يوضع اليهودي وراء القضبان فهي أحدوثة نادرة تستحق الالتفات ، أولهما رأس الدولة اليهودية السابق موسى قصاب משה קצב أو موشيه كاتساف كما يحوره العبريون ، الرجل أحد رموز العصابة الصهيونية في عصر الرواد المجرمين ، لم يشفع له ذلك أن يحاكم ويدان بستة عشر سنة تجريما لتحرشه الجنسي بمساعداته الإسرائيليات الطاهرات ، نعم تشير القصة إلى تصفية حساب على طريقة جانجستر السياسة العبرية ضد الرجل ذي الأصل الفارسي ، القصة الأخرى قصة المليادير الأوليجارشي اليهودي ميخائيل خودروفسكي الذي يعاني ظلم بطل الجودو السابق وزعيم المافيا الروسية الرئيس فلاديمير بوتين في بون شاسع يوضح كيف هي موازين العدل في العالم الحديث ، طبعا أنا غير مشفق على أي منهما و لا متحيز أبدا لمن يحاكمونهما غير أن اللافتات تحت قصتهما مضحكة الأول كبش فداء عند مذبح العدل في إسرائيل ، الكيان الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط ، حيث يساءل الكبار و الرموز بلا غضاضة و تبقى إسرائيل و مصلحة إسرائيل فوق الجميع ، و القصة الثانية حرب عصابات الداخل الروسي الذي حسمها لنفه مبكرا منذ الجولة الأولى سفاح الكي جي بي ذو العيون المتحجرة الميتة ، و هاهي الدنيا في الغالم الغربي تثور كل صحافتها ضد القضاء الروسي الآلة في يد قيصر الكريملين الأوحد ، المهم من هذا كله أن تمصمص شفايفك و تتمنى ذات يوم أن ترى كل يهودي يحاكم على جرائمه ضد شعوبنا ، من قتلهم بقنابله و من قتلهم بمسرطناته الزراعية ومن قتلهم بالإفقار و التجويع على يد العملاء و من قتلهم كمدا و حزنا مثلي و مثلك ....


أنا لا شبهة في وضوئي؛ لذا لا شبهة في صلاتي

Benim abdestimden şüphem yok, dolayısıyla namazımdan da şüphem olmaz

هكذا كانت الترجمة الحرفية لرد السيد طيب رجب إردوغان على افتراءات الويكيليكس ، أنا أصدق الرجل بل و أصلي خلفه مطمئنا لوضوئه وصلاته ، بل وأكاد أثق أن القبول والثواب والكامل مكفول بمعيته ، وأن ر ضا الله برهان في نجاحه و توفيقه و هداه و إصلاح ما بين يديه، جميل أن تعيش هذا الإحساس ، أن تطمئن لزعيمك و نؤمن به ، أن تبادله تأييدا و مناصرة فيكافئك ومواطنيك بخدمات وعدالة ورفاهية يحسدك العالم عليها ،حب بلا نفاق ولا مصالح مريبة ، ولا خداعا للنفس و استغراقا في الكهنوت ، بل هو أن تثق و تتوثق رأي العين وحق اليقين ، ،لم نعش إحساسا كهذا منذ عرفت الحياة في مصر ، فرغم أنني أوشك على ختام الغقد الرابع من عمري ، لا أملك أن أقول أنه صادفني زعيم مؤمن أو وزير مخلص أو محافظ نظيف اليد ، و أشك لو طال بي العهد ثلاث عقود أخرى إن لم يفتك بي مرض من الأمراض المصرية الكلوية والكبدية والنفسية ، أشك أن أصادف مسئولا أصدقه إذا حكى أو أحبه كما يجب أن يحب أردوغان ...


Wednesday, February 23, 2011

الاحتجاج و الاحتياج

تصور أو لا تتصور ... صدق أو لا تصدق ، صديق لي بأحد البنوك قام مع بعض رفاقه بالاعتصام في مقر البنك الذي يعمل فيه وحملوا لافتات وأشعلوا مظاهرة من أجل زيادة رواتبهم و النظر لهم بعين العدل ، حتى هنا تبدو القصة عادية ومألوفة ، فليس ثمة مكان عمل في مصر إلا و فيه نفس الغضب والتظاهر والاعتصامات و الإضرابات عن العمل ، فالكل ينتظر الفرج بعد ثورة 25 يناير ، بخاصة أولئك الذين لم يشاركوا فيها ثانية واحدة واكتفوا بالتدخين والسباب أمام الشاشات ، بل أن معظمهم كانوا ساخطين على فكرة المظاهرات أصلا ، العجيب في الأمر أن صديقي موظف البنك هذا يصل مرتبه ، إلى مايزيد على خمسة آلاف جنيه بقليل ، كما أن البنك يتكلف بمصاريف علاجه وأسرته في القطاع الخاص ، وبالمواصفات والفواتير التي يرضاها هو ، كما أن صديقي يركب سيارة رائعة و يمتلك الشقة التي تؤيه وعائلته ، فلماذا هو ساخط هكذا .. كان لا بد أن أسأله و أستوضح منه ....

أقسم لي صديقي أن البنك لديهم عين مؤخرا شبابا وشابات من خريجات 2008 بوظيفة استحدثها بدرجة مستشار للبنك ، يتقاضى بسببها خمسة وسبعين ألف جنيه ، مع أن صديقي الذي تخرج قبل هذا بعشر سنين لا يناله العشر مما ينال هؤلاء المستشاريين المميزين ، إنه إذا الظلم و انعدام العدالة ، و ليس الحاجة الماسة إذن كباقي أمثلة الاحتجاج في كل مكان ...

فئة أخرى هم أساتذة الجامعات ، خرجوا منذ أيام يطالبون برواتب أقلها 25 ألف جنيه ، لا ألومهم فنظراؤهم في البلاد لمحترمة يتقاضون أرقاما تزيد على ذلك ، بل و بإمكان معظمهم لو هربوا للبلاد العربية والأجنبية الحصول على ما يكافئ وزنهم العلمي ودورهم البحثي ، صحيح أن معظمهم لا يعطي مهنته أي عطاء يشكر عليه ، وكلنا كنا طلبة جامعات عندما كانت الندرة فقط من تمنح العلم وقتها لوجه الله ولبلادها ، وكلنا نتذكرهم بالفضل والعرفان ، بينما كان السواد الأعظم يدخر مجهوده لمن يدفع المقابل ، ويلتجئون لمافيا المراكز والدروس الجامعية الخصوصية ، قبل أن تقوم تجارة التعليم الجامعي المليونية التي انتشرت الآن ، و قد يحتج من يقول أن ثورة كهذه يجب أن تعيد الأمور إلى نصابها فتجعل أستاذ الجامعة في أعلى هرم الدخل الفردي ، غير أننا لا ننسى أن كثيرا ممن وصلوا لمقعد أستاذ الجامعة ، تسلقها على سلم الفساد والنفوذ والعلاقات السقيمة التى قامت الثورة بسببها ..

أتذكر كلمة بغيضة لأحد الكتاب المحسوبين على النظام كان يقول : شكوى المصريين هي شكوى طموح لا شكوى حاجة .... ورد عليه أحد ألمع مناضلينا فقال له : يبقى انتا مش فاهم حاجه .....

غير أن الفوران الفئوي الذي لم يحرك الثورة يوم قامت ، ولكن اكتسب الشجاعة منها لما حررته من قمع البوليس ، و فساد الرؤساء ، يزأر الآن .. زئيرا أطلقته الثورة لكنه ليس على صوتها أو نغمها ، اتمنى لو ارتفع عليه صوت العقل ، وأنا واثق أن المرحلة القادمة مرحلة وعي لن يتهاود مع مظاهر الفساد والمحسوبية ، أو عساها كذلك ...

لا يضل ربي ... ولا ينسى

مضحك أكثر مما هو يغيظ ما يفعله رموز و أذيال النظام السابق الذين ما يزالون في مقاعدهم أو حولها أو على اتصال بها ، إنهم يحرقون الأدلة ، و يتلفون البراهين الدامغة على فسادهم وتواصلهم بالظلم والنهب والتزوير والتعاون الأثيم على قلب موازين الأمور باطلا و بهتانا ....

فأكوام وكراتين تعدم من مكتب وزير الإعلام و حجرات بحالها تحرق في مقار الحزب الوطني و غرف مستندات إدارية وتنظيمية يتم إتلافها قبل أن تصل ليد الصحافة و أسماع الناس ، نعم أضحك .. و أضحك بشدة ، فأيها الحمقى ..افهموا ، حتى لو أحرقتم كل الدلائل ألا يعرف الناس جلاديهم ، ألا يعرف الناس أنكم لصوص و قراصنة ، ألم تزوروا برلمانا بحاله وماله ونسائه ورجاله ، ألم تأكلوا حقوق الناس وتتواصوا بقمعهم وإتلاف أرواحهم ، نحن نعلم من غير أوراق توجع القلب و تقلب المواجع ....

أتلفوا أيها المذعورون براحتكم فلسنا نحتاج ما يثبت أو ينفي ، لا لأننا ننوي حسابكم ، لا أبدا بل ستحاسبكم أنفسكم طالما بقيتم على قيد الحياة ، و يعيش أبناؤكم وبناتكم وهم يعلمون أنهم تربوا في المال الحرام ، و تنعموا المتع الحرام ، و تظنون النجاة وما من نجاة , فالأكيد الذي لا تعلمونه ... أن هناك أرشيف لجرائمكم مسجل بالوثائق والصوت والصورة ، لا تطاله أيديكم ... إنها سجلات رب العالمين ... وهي التي ننتظر وقوفكم إزاءها ، لن يريح بالنا أن يقاضيكم بشر لكم بهم ولهم بكم شئون وشئون ، لكنما عقابكم في الآخرة نؤمن أنه سيكون عجبا عجابا وتفصيلا دقيقا – لا يغادر صغيرة - أقسم لكم لم احزن على ضياع الأدلة التي تدينكم ، فقد مات منا شهداء قبل الثورة وأثناءها ، جديرون بحزننا ودموعنا وما فات عدا ذلك يهون ، الأهم أننا سنبحر في حياتنا غير آبهين بكم غير هيابين لكم بعد اليوم ، فنحن أولى بالأمن و أنتم أولى بالذعر والهلع ، لقد مشينا " عدل " ومشيتم " عوجا " .. فأنتم لا نحن أحق بالحيرة و عقدة الذنب ، ربما ننسى مع الأيام ، وقد يساعدكم هذا على تمثيليات و أدوار جديدة ، لكن كونوا على ثقة أنه " لا يضل ربي ولا ينسى "


جمال الانتقام ... و انتقام جمال

لم تكن ثورة المصريين انتقامية ، وإلا لكان رموز الحزب الوطني وأذنابهم معلقين على أعـــــــــــمدة النور طوال الطريق الواصل من الاسكندرية وحتى أسوان ، لم يمس أحدهم أو أولادهم أو بناتهم ومعظم ممتلكاتهم بأي سوء ، وتركنا ثرواتهم تعبر البوابات وتركب الطائرات بألف ســـــــــــلامة ، تسامحنا معهم وتركناهم في وطننا الذي حررناه ، ووطنهم الذي دنسوه عهودا طويلة ، كما تركنا مهرجيهم وأبواقهم وجرائــدهم و منشوراتهم وإذاعاتهم ومذيعيهم يلبسون ثوب الثورة ويغنون أغانيها ، ولم نطالب أحدا منهم بإبـــــــــــــداء الندم أو تقبيل القدم ، ورجع مجرموهم وحراسهم و وحوشهم وجلاديهم لمواقعهم بدون ضغينة من الجرحى وأســــــــــــر الشهداء ، بل وباركنا إعطاءهم مكافآت و حوافز ربما تغنيهم عن عادتهم في نهش البرياء وفرض المكوس والأتـــــاوات على الكادحين ، كان انتقامنا منهم هو عفونا القادر ، و تحلينا بالحلم والترفع عن الغريزة المتوحشة التي يعرفونها ولا نألفها ، ما أجملنا وما أخزاهم ، لقد خيبنا ظنهم حتى في هذه اللحظة ، فهم لو كانوا مكاننا ، أو لو رجعـــــت عصابتهم لا سمح الله ، لم يكونوا ليتورعوا عن التنكيل والأخذ بالمظنة قبل اليقين ، لقد عفونا وتسامحنا لأننـــــــا كبار .. لأن الجمال فينا حقيقي إنساني أصيل ، و البشاعة فيهم دناءة يكتــــــسي بها الانسان عندما ينسى معنى كونه انسانا ...

غير أن جمال انتقامنا لما تركناهم يتلظون بحرارة عفونا وتسامحنا ، لا تمنع أن هناك انتقام وشيك ، هو انتقام جمال ... جمال مبارك و زبانيته ، الذين جمـــــعوا من الحرام ما يبني الأهرام ، و عاشوا على تهديد الناس في أقواتهم و نزع مقــــــــــــــــــــــدرات الأرزاق من الأفواه ، واتجروا في كنوز البلاد وشرفها وأعمار أهلها ....

سيعودون بعد قليل في غير ثوب ، لينتقموا ...

إن أموال جمال وأبيه و اسرته ستجند في العقود القادمة للإضرار بمصالح المصريين في كل مكان ، ولدعم كل صوت يكــــــــــبح من فرحة مصر في الداخل والخارج ، ستخصص أموال النجل المخلوع لزراعة ألغام في اقتصادنا وإرسال المرتزقة و المخربين إلى مكامن السعادة والفخر عندنا ،لن ينام جمال ليلة قبل أن يراها تشتعل نارا ، و تغرق في طوفان من المشاكل والأزمات ، فكونوا بتكاتفكم وصبركم و غفرانكم ، سدا منيعا دون أمثاله وأذنابه وأتباعه ، و حراس معبده هو وأبيه من قبله ، خذوا حذركم منهم ولا يبطئوكم عن بنـــاء مصركم التي لم تعد مصر مبارك

Friday, February 18, 2011

الأموال الشريرة

كلنا هذه الأيام في ضيق من الحال – الحمد لله - وبعضنا حاله أسوأ من الآخر ... غير أن الأمور في الشهور القليلة القادمة ستكون أشد وطأة حتى يصرخ الجنين في بطن أمه ، لست أتشاءم حبا في التشاؤم ، و لا أطفى الفرحة بطبع البوم والغراب ...

فالطامة الكبرى ماثلة في البطء البليد لثمار الثورة ، و الفاتورة الباهظة التي يكبدنا إياها مجرمي الحرب الذين حرقوا الأرض من ورائهم انتقاما من الثائرين ، أضف إليها الشلل الفكري الذي أصاب القطاعات الجبانة التي لم تتحمس للثورة و إزالة أسباب المعاناة ، إذا بها قطاعات فئوية تملأ الدنيا شكوى و مطالب فردية ليس الآن موعد اقتسامها أو استعجالها ....

غير أن هناك شيئ لم يفطن إليه البعض ، و هو أن ملاحقة رموز الفساد التي صاحبت سقوط النظام ، ليست إلا كما تمسك الماء الغرابيل ،و لم تنل سوى أقطاب كبيرة غير أنها معدودة و بمساءلة محدودة ، وأن السواد الأعظم للفاسدين الذين أثروا في بلادنا من العلاقات والنفوذ والانضمام لأجنحة الحزب الملعون ما يزال معظمهم أثرياء مجتمعنا و أعيان قرانا و علية القوم في مدننا ، و أبناؤهم هم باشاوات نوادينا ، لا سيما لو كانوا من رجال الداخلية أو كوادر شباب الحزب أو رجال الأعمال المهمين المهيمنين ...

و بينما تزيد وطأة الظروف مع الوقت قسوة و إيلاما , يظل أولئك هم من لديهم المشروعات القائمة ، والمصانع والشركات – التي كانت واجهة يعلم الله ما نوع الكسب الذي كانت تخفيه - بل ويظلون مالكي فرص العمل والمانحين المانعين المالكين المنعمين الرازقين المحتكرين لأسباب العيش في المرحلة الانتقالية القاسية المقبلة ...

كلها أشهر و يطرح الصندوق الانتخابي للفقراء ليصبحوا صناع حاضرهم ومستقبلهم ، فمن سيكون معه الأموال عندها لتمويل شراء الأصوات ، من سيكون المحسن ورجل الخير ، وخير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح ، إنهم أصحاب الكنوز النتنة التي تكونت من دماء الوطن في دنيا الفساد التي أطالت البقاء ..ولم يتأكد رحيلها ...

لست بذلك أدعو لمحكمة تفتيش ، أو تأميم أعمى على النمط الشيوعي يسلب مكتسبات الأشراف في غمار تقسيم الثروة ، فيختلط الحلال بالحرام ، و ترتكب الثورة البيضاء خطايا سوداء لنظم اشتراكية آثمة ..

من جانب آخر لماذا هي الآذان صماء عن دعاة النجاح ، من أيام عرض الدكتور ممدوح حمزة مشروعا مميزا يقسم حيازات أرض ضرب مثالا لها بألفين وخمسمائة فدان كمقاطعة ، يمكنها أن تأخذ شكل الكيبوتسات الاسرائيلية ، تكون مجمعا سكنيا زراعيا صناعيا مكتفيا بذاته ، منتجا لمجتمعه ، رجل مثل الدكتور حمزة يملك من الخبرة والتخطيط والكوادر الجبارة التي تتلهف على معاونته في مشروع وطني طموح كهذا ، و لن يعجز عن الحصول على تمويل نظيف من أبناء البلد التواقين لرفعة مصر ....

لماذا يظل الملعب حكرا على الأقدام الشريرة ، ولماذا يغيب الطيبون عن المشهد بعد أن انفض ميدان التحرير ، عموما ، ستخبرك الأيام ما كنت غافلا ، و يأتيك بالأنباء من لم تزود

Wednesday, February 16, 2011

الناس اللي ورا عمر سليمان


مع خالص اعتذاري بالنيابة عن موجة التهريج والتريقة اللتي طالت رجلا بريئا ساقه قدره أن يقف واجم الوجه خلف نائب الرئيس وهو يلقي خطاب التخلي الذي حرم المصرين النوم فرحا واحتفالا

لكني أستخدم تعبير الواقفين خلف عمر سليمان أقصد بهم قوما آخرين ،ليس هذا الرجل أحدهم قطعا ، إن عمر سليمان الذي عرفناه عن قرب لأول مرة في أشد سبعة عشر يوما في حياته وحياتنا ، وللأسف لم يترك لدى معظمنا غير شعور بالإحباط عندما انضم إلى معسكر الصلف والغطرسة ، بل و شارك في صناعة رأي ربات البيوت المشبع بمفهوم المؤامرة ، واستخدامه تعابير من قبيل الأجندات والتمويل الأجنبي ، وشارك في تمثيليات بائسة ، عندما التقى بهامشيي المعارضة المصرية ، وو جوه شابة ناعمة خالية من ملامح الثوار يزعم ويزعمون أنهم ممثلو الميدان ،كما شنف أسماع الصحافة الغربية باستحالة الحراك الديمقراطي في مصر وعدم جهوزيتنا له ، مما ذكرني لحظتها بقول حافظ - أتراني وقد بلغت حياتي في مراسِ لم أبلغ اليوم رشدي ، أنا تاج العلاء في مفرق الشرق و دراته فرائد عقدي - وسردت البيت الأخير لتذكير القارئ بسياق البيت ..

المهم .. الذي أردت الحديث عنه ، هو أن هذا الرجل - عمر سليمان وليس الذي خلفه - عاش عصر اً من الغموض تكشفت بعض أسراره على لسان الخبراء الغربيين تدين مشوارا طويلا له في جرائم التعذيب و انتزاع الاعتراف من معتقلين بالوسائل الإجرامية المتخيلة وغير المتخيلة ، وأنه أحد الوجوه الموالية للحراك العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب على الطريقة الأمريكية في أبو غريب و غوانتانامو ، هنا أنصحكم بمشاهده فيلم

Rendition

للبطل المصري الأمريكي عمر متولي عن أحداث تقرب لكم صورة عمر سليمان ، ما علينا ... لكن يجب أن نعلم أن سليمان ليس شخصا عاديا ، بل شخص أعدته أمريكا ليكون حاكم مصر الحليف لها ولإسرائيل ، سليمان هو مؤسسة متوغلة في الشأن المصري و مشتبك بعلاقات خارجية بالغة الخطورة ، ويقبع خلفه أناس يحركون مصائر شعوب ويقررون صناعة الموت والحياة والسلاح و الكراسي و ليس مجرد رئيس مخابرات يمر مرور الكرام في منصبه ، عمر سليمان يقف وراؤه عصابات غاضبة متفاجئة مما حدث رغم أنوفهم في مصر ، وحتى إن اختفى عن شاشاتنا وجهه الصارم الشرس ، فإنه يجيد العمل ضمن منظومة ظلامية تعرف كيف تلعب بكيمياء السلطة والمال وصناعة الخونة والعملاء ، سنعرف الكثير فيما يأتي من الأيام ، و غالبا من صتاع الكلمة خارج بلادنا ، فبلادنا ما تزال حديثة العهد بحرية ، قديمة العهود في حكم العسس والجنود، و إن كان موسم الشجاعة رائجا هذه الآونة ، غير أنني ما أزال أحذركم ( لا يحطمنكم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون )


Sunday, February 13, 2011

عودة الكلب الضال

لا أكاد أصدق نفسي أن أرى هذا المجرم السفاح يرتدي بزته العسكرية الشرطية السوداء ، ويركب سياراته المعتمة النوافذ ، و يذهب لعمله كل صباح باصقا في وجه العدالة التي ماتت مع شهدائنا و معتقلينا ،

أعرفه جيدا ويعرفه كل جيرانه ، نخاف من بطشه و نتوقى أن تلتقي عيوننا الجبانة بعيونه النارية الكافرة ،

التي تتلذذ بالقمع والتنكيل و إزهاق الكرامة بل وتخاف الأطفال أن تلعب مع أطفاله و تتعالى امرأته على نساء الجميع

لقد عاد وعادت معه كل الكوابيس والمخاوف

أين التغيير الذي متنا من أجله ، أين التحريرالذي ملأناه فداء و

إخاء وأملا و غضبا و فرحا ...اليس حراما

أليست هذه مزحة سخيفة ، أن يجد جبابرة قيادات الشرطة وخونة أمناء ومخبري الداخلية الملوثة أياديهم بدماء إخواننا و أخواتنا .. يكافؤون بحوافز مائة با لمائة مرتبات ومكافآت كرشوة ليسدوا الفراغ الأمني الذي أوجدوا والذي لم يسدوه يوما بل كانوا مصدر خوف الشرفاء وكانوا حلفاء المجرمين وحراس الطغاة وشركاء تجار الممنوعات

لا تقنعني أنهم اهتدوا بين ليل وضحاه فهم كلاب مدربة مبرمجة أنيابهم لم تبرد و لعابهم ما زال يسيل على الأبرياء والضعفاء ... أعرف أيضا أنكم تسألونني ما البديل

ليكن أية بديل ليلحقوهم بالجيش برتبهم ، ما داموا لايريدون أن يحاسبوهم

لكن لا يجعلوهم العسس والعسكر و البصاصين والحواصين من جديد