بعد سقوط الجنين ... و انفصال المشيمة ، تحدث مضاعفات جسدية ونفسية معروفة ، يستمر الدم بينما تسيطر حالة من الاكتئاب الحاد ..ما ذا سيحدث بعد أن نجح الشياطين في الالتفاف على الثورة ، وركلوها في ظهرها ... وأسقطوا جنينها الواعد وداسوا عليه في الأرض ...
يعود زعماء آلة الكذب الصحفية بتمثيلياتهم المحبوكة عن رعونة الشباب ، وعن الرغبة الدفينة في قطاعات كبيرة من شباب الأحياء الفقيرة للانتقام من رجال الشرطة ، وأن الغياب الأمني هو أبسط عقاب لكم على إسقاط مباك وكراهية شفيق ، ثم اقتنعت بهم قطاعات كبيرة من الشباب كانوا منذ أيام معنا في الميدان ، لقد انتهت الثورة وطبخت التعديلا ت العوجاء ، و صمت الجيش وصمتنا معه ، واللي اتكلم اتسحل واتكهرب ....
المشكلة ليست كيف تم خنق الثورة حتى لفظت الأنفاس ، و كيف التف المنافق والغافل و الكافر كلهم ضدها ، المهم ما بعد ذلك ، مرحلة انتقام الندل ...
كان جدي يرحمه الله يقول مثلا عجيبا ... الأصيل يوعد ويخلف والخسيس يوعد ويوفي ... وكنت أستهجن هذا المثال , وتبينت معناه أخيرا أن الأخيار يتوعدون بالانتقام من الأشرار وعندما يملكون الفرصة يتهاونون ويعفون ، ويسامحون الوحوش المجرمين ، بروح قوله تعالى
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ
لكن وقد عاد الأشرار فسيتلذذون بالتمييز الشعبي والعنصري والفئوي ، لتظل الشللية والمحسوبية والواسطة تخرج لسانها لتخلق الإحباط واليأس وضياع الفرص ، وعادت عصابات الأمن تفرض الأتاوات والعنجهيات و أكل عرق الناس و امتهان كرامتهم ، لقد ذهبت مواطنة مقيمة بحدائق الأهرام صباح اليوم لأحد أقسام الشرطة لتقدم بلاغا عن سرقة محتويات سيارتها فما مان من الضابط الممرور غير أن رد عليها برد ملؤه التشفي السقيم ، لماذا لا تقدمي البلاغ بالفيس بوك ؟؟؟؟
بصرف النظر عن هذه الواقعة غير أنها رمز ، للمجرمين عندما يحلوا لهم المقارنة السافلة بين أداء واجبه مسمما بالفساد والمن و الأذى أو عدم الوفاء بواجبه عقابا وعدوانا ، و رحم الله جدتي هذه المرة فكان لها مثال لاذع يقول : إما أن أتبول في زيركم أو أروح فلا آتي لكم ، وهذا بتصرف يليق بالمقال ... لا سيدي روح داهية لا ترجعك ولا ترجع أمثالك
No comments:
Post a Comment