بعد ان تناولت فى المقال السابق مراحل الثورة وبعد ما حدث من تغييرات خلال الآيام السابقة نتاول فى هذا المقال الحديث عن ماذا بعد.......
فكلمة بعد تشير الى الكثير من الأحداث التى حدثت وتحتاج الى الكثير من الأنتباه والتروى لروية ما وراء الأحداث وما يجب أن يتم فى هذه المرحلة
قد يجوز أن اقول ان يوم الخميس الماضى الموافق الثالث من مارس كان بمثابة يوم انتصار الثورة المصرية بحق الذى يمثل النجاح الحقيقى بسقوط النظام بالكامل وليس اليوم الذى تنحى فيه الرئيس السابق فما أحدثةهذا الأنتصار المدوى من أنفجار حقيقى فى أركان النظام تها وت معه كل جزء من هيكل هذا النظام الفاشل بكل ما كان يحميه من أدوات .
فلا أكاد أصدق ما أراه حتى يتبين لى أن هذا النظام بالفعل قد سقط ، وكان سقوط حكومتة المؤقتة أكبر دليل على ذلك فأنا الأن أكثر يقينا بعد كل ما حدث أنها كانت تجسيدا للنظام البائت بكل معنى الكلمة ووجودة كان بمثابة الحماية والرعاية الكاملة له ولمصالحه التى لاتزال موجودة. فرعاية مكتسباتهم وابعادها عن طائلة القانون وذويهم وحماية أجهزتهم المتمثلة بجهاز أمن الدولة والتى طالما أفسدت داخل مجتمعنا البسيط الطيب .ففور تولى المهندس عصام شرف كان الأستقبال المهيب له من جهاز أمن الدولة بحرق جميع الملفات التى تخص هذا الجهاز فى مختلف انحاء الجمهورية هو بمثابة الأعتراف المسبق منهم بجرم هذا الجهاز وحرصهم على أخفاء الحقائق والدلائل التى تدين كل فرد فى هذا الجهاز .فكان الرد عليهم بتجميدعمل هذا الجهاز لحين هيكلته وأعادة مفهوم أختصاصاته الرد الملائم من المجلس العسكرى ، غير أن إحراق هذه الملفات جريمة يعاقب عليها القانون .كان ذلك بمثابة انتصار للثورة وتحقيق لارادة الشعب و" لا يضيع حق ورائه مطالب" . فأصرار الشعب على تحقيق أهداف هو الذى جعل من كل شيئا ممكنا .
لقد تحقق لدينا الآن بما لايدع مجال للشك أن مصر تدخل مرحلة جديدة من فى مراحل الثورة فماذا يمكن أن نقدم الآن ؟؟.
ان هذه المرحلة من الثورة يجب ان ينتبة كل فرد منا أن الذى حدث ما كان ليتم الا بفضل الله أولا ثم الأتحاد والكلمة الواحده من الشعب فأجتماع الشعب على كلمة واحدة وهى تحقيق مطالب الشعب واسترداد الوطن كان الدافع القوى وراء قوة الثورة فأطياف الشعب بمسلميه ومسيحيه كانت يدا واحده والتى كان النظام يلعب على هذة الورقة دائما ويسعى دوما للتفريق بينهم وأشعال الفتنة بين النسيج الوطنى . لا نظن ان المرحلة المقبلة من الكفاح الوطنى صارت سهلة بل بالعكس فهى تمثل النفق المظلم . فهذه المرحلة أشبة بالكابوس الذى نتمنى أن نستيقظ منه سريعا . فالقنبلة الانشطارية التى أطاحت بكثير من رموز النظام سيكون لها الكثير من الشظايا الصائبة فى بعض الأحيان فالجهاز بما تركه وراءه من مخلفات قد لاتكون بقدر من الأهمية من تلك التى أحرقت ولكنها فى أثارها قد تحدث الكثير من البللبلة المقصودة بالطبع من الجهاز لأثارة الفتن وتلويث الحياة العامة بمفاسدهم فمثل هذة المخلفات لابد أن تتولاها جهة ما بالحفاظ عليها ووتتبع الصحيح منها لكشف الفساد . أما الشعب فلابد من تهيئة أنفسهم للمناخ الجديد والانصراف الى الكفاح للعمل والحرص على إدارة الأزمة بسرعة الإنتاج وتشغيل الأجهزة التى تضررت وأوقفت عجلة الأنتاج وأضرت بالدخل القومى، وليس ذلك فقط بل انتخاب العناصر الشريفة بكل ادارة وتطهير اجهزة الدولة من المفسدين ولا أقول كما يحدث الآن بالتظاهر فى كل مصلحة وايقاف العمل بل بالأدلة والبراهين على فساد الأشخاص وارسالها للجهات المختصة وأهيب فى ذات الوقت بالجهات المختصة بسرعة الرد والتحقيق الجيد فى كل شكوى وفى نفس الوقت أقول للمطالب الفئوية يمكن ان تحل بالتدريج فالمجلس لايملك عصا سحرية الآن لحل جميع المشاكل التى صبرنا عليها ثلاثون عاما
وأقول أنه لايجب أن نفتح آذاننا لكل كلمة تقال فلا زال اصحاب الفتن بيننا يحاولون , ويحاولون واليوم ليس مثل الأمس فهم الأن قوه عاطلة بالمجتمع ومنبوذة من المجتمع بأسره فلا مجال للعودة لهم ولا مستقبل لهم . لذلك اتمنى لو تحل تلك المشكلة من الجهات المختصة لنهيأ لهذه الحكومة الجديدة الفرصة لأنقاذ الوطن .
No comments:
Post a Comment