Tuesday, March 15, 2011

مطعم السلعوة



اجتمع عدد من قيادات الحزب الوطني ..اجتماعا - على الضيق عصر الأمس في أحد مطاعم الاسماعيلية .. و ذلك بصفة خفية و سرية مضحكة ..تشبه الجرنان المخروم.. خاصة وهم يتلفتون يمنة ويسرة علّ أحداً لن يلاحظ اجتماعهم .. المهم أن معظم شباب هذه العصابة من ممتهني النصب والتقافز على الفرص ، و حتى سحنهم وملامح وجوههم اتخذت ملامح ثعلبية سلعوية كاريكاتورية ..
وقفت من بعيد أراقبهم وقد انضمت إليهم بعض الشخصيات الأمنية القديمة الخرتيتية الشريرة .. و تفرقوا وقد أزمعوا أمراً ..و استقل معظمهم سيارات أجرة لكي لا يحضروا بسياراتهم المميزة التي نعرفها جميعا لصغر المدينة العجيب ، تمنيت لو أصورهم .. لكن فكرت ملياً وقلت ولم أخيف الآمنين السعداء بأن عصابة اللصوص تبيت أمراً في المدينة .. فعقلاء المعسكر الصالح أصبحوا على يقين من مفهوم الثورة المضادة واستراتيجياتها و خطوات اللعب المتاحة لديها على مربعات لعبة الوطن ...
إن طاولة الوطن اليوم على حجر الثوار ، وأي خطة مفهومة ، مهما طالت أو قصرت أو استخدمت بيادق التعديلات الدستورية أو الفراغات والامتلاءات الأمنية، و صفقات العفو، أو جذور الأعوان في الريف والجنوب المحروم من التنوير السياسي والمبني على الأساطير القبلية والمواريث الشعبية ،
كل ذلك لم يعد يخيف أحداً فالميدان ليس بعيداً - والخاين عليه ربنا ، ولم يعد في مستطاع أحدٍ أن يضحك عليك ،أو أن يلبس لك الوطنية أو ماسواها من أردية الكذابين ..
وقفت أراقبهم لأني أحببت أن أراهم وهم في هيئة المكر والحيلة والحيرة والتوجس من المجهول .. الشئ الذي لم يكونوا يظنون أنهم سيضطرون له يوما ما ، وقد كانت اللعبة دائما لديهم مضمونة محسومة ليس فيها حسبة برما ..
المطعم الذي اجتمعوا فيه ..فقط هو من تضرر بجلستهم هذه ..فبعد ماخرجوا أحسست أنه لم يعد يصلح لتناول الطعام ..لأن أكلة الجيف هؤلاء جعلوه كهفا لهم


http://twitter.com/ mahmudabdlmoaty

No comments:

Post a Comment