دخل قائد الجيش على الرئيس المخلوع وحصل بينهما نقاش محتدم انتهى بأسعد أخبار العام وكل عام ...
لم تكن صفقة كما يخون البعض التعبير ، فالجيش قد ربح بيعه و فازت صفقته ، يوم أن حرر المصريين من براثن فرعون لم يكن ليترك البلاد دون حمام دم تاريخي يهلك مليونا من البشر وربما أكثر ، لقد حمل الناس أرواحهم على أكفهم يوم زحفوا لقصر القبة ، و علمنا من مطلعين أن حديقة القصر كانت مزروعة بالألغام ، و قناصة قصر العروبة هذا غير الحرس الشخصي وهم عناصر غير مصرية بحسب ما سمعنا ، ولا يتورعون في قتل المنتفضين حتى آخر رصاصة وآخر رجل ...
لقد كان الاتفاق أن يرحل الطاغية بسلام ، ويترك المصريين أحياء ، في أكبر عملية تحرير للرهائن في التاريخ ، لقد كنا جميعا رهائن وأسرى لدى الحكم البوليسي والقبضة الأمنية المجرمة، لقد كانت مصر رهينة بائسة ، تعذب وتروع وتجوع و تمتهن كرامتها و لا أمل في الخلاص ..
لقد أنقذ مصر ذلك الفارس الأسمر ، الذي عودها الإخلاص والتفاني في حبها ، كل يوم كان يطلع الفرعون بوجهه الوقح ليقول - سأظل - ولن أتهاون - و سأموت هنا ..كنا نعلم أنه لن يموت إلا بموت الملايين ولن يرحل إلا وهو آخذ معه آلاف الأرواح ...غير أن الله نصر جنده ، خير الأجناد ، وخوف الطغاة فانسحبوا من أنفسهم .. وكفى الله المؤمنين القتال ...
No comments:
Post a Comment