أعلم جيدا إن معظم القارئين للعنوان هيفهمو قصدي ، سيد مشعل الذي استيقظنا لنجده وزيرا للإنتاج الحربي رغم غضب الغاضبين ،وسخط الساخطين ، فتغيير النظام يتطلب وجوها بريئة من الخطأ وخالية من الجور والفساد ، لكن ما يتضح أن وراء الأمور أمور ...
فجيشنا المحبوب المهيوب لا أنكر فضله ،ولا يسعنا جميعا إلا شكره وحمل الجميل له ، جيشنا الطيب له عندنا خاطر كبير ، و رصيد موفور – على حد وصف الجيش نفسه - يسمح و يسمح ويسمح ..
الجيش النهارده - يقول وله كل الحق ، خلو سيد يلعب معاكو ، وبرغم أن اللعبة صارت نظيفة و قواعدها أفضل و فرقتها كلها من الوطنيين ، الذين علموا أن التكليف بالوزارة أصبح بعد يناير تكليف وعبء كبير ، ليس استثمارا و سباقا لفرض النفوذ ،و جمع الممكن وغير الممكن ...
والدكتور سيد مشعل ليس خصما شخصيا لي ، ولم تقع على كاهلي – كالكثير من العمال - مضرة مباشرة بسببه ، بل بالعكس لقد فرحت كل الفرح عندما علمت أنه ربح مقعد مجلس الشعب عن دائرة حلوان ، وترك مصطفى بكري يصرخ كمدا وغضبا ، لا حبا في سيد بل شماتة في بكري ، الذي تلون للسلطان وجرى في مناكب المواكب، ومارس بهلوانيات السياسة ، واضرب ولاقي ،ثم خيبوا ظنه كعهد الشياطين
(وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)
فارتد عليهم و حاول الانتقام منهم غير أن رصيده لدى رجل الشارع كان قد تضرر ضررا بليغا .
الدكتور سيد مشعل ..مصري موهوب لهلوب ... رجل كل العصور والمواقع والوقائع ... أحد رموز حزب المخلوع .. و داهية من دواهي الاتصال الداخلي والخارجي والنفوذ الواسع المخيف ... رجل قريب من صفقات السلاح وسياسة التصنيع العسكري و إمدادات المعدات والذخيرة سواء من الصين أو أوروبا الشرقية وإلى متمردي السودان أو أعالي النيل ...
هنا يأتي مفهوم أيديولوجية النفع و اتقاء الضرر .. لماذا نعادي رجالا نافذين كهؤلاء ما داموا سيعملون تحت رقابتنا و لن يجرؤوا على المساس بالمال العام بعدما تبين لهم كيف يغضب المصري ، يا سادة نحن نحتاج أن تدور العجلة من جديد ، بأيدي نظيفة أو غير نظيفة ، و العبرة بالخواتيم .. فلعبة الديمقراطية والليبرالية تلزمنا بتقبل الآخر و احتواء مجهوده ومواهبه ضمن منظومة الوطن ، اقبلوا سيد مشعل في اللعبة الديمقراطية الجديدة ، أرجوكم خلو سيد يلعب معاكم ...
No comments:
Post a Comment