كلام صديقي هذا صحيح مائة بالمائة .. لماذا كل يوم يطالعوننا بإعلانات و دعاية فجة لحملة مضحكة غرضها فيما يزعمون تأكيد دور رجال الداخلية .. و إصلاح صورتهم التي شوهها تاريخ طويل للصورة النمطية الثابتة في أذهاننا كرموز للقمع والفساد وحماية الطواغيت
كل صباح يستضيفون - بطلا - من شباب ضباط الأمن كاد يتلقى طعنة من أحد الخارجين على القانون عندما حاول الأول أن يفهم الثاني معنى هيبة الدولة وسيادة القانون .. ولا مانع أن تكون القصة أن الضابط الفارس الشجاع تجاسر و سمح له الوقت والخيال أن يحول دون رغبة سائق أثيم من معاكسة مواطنة شابة مر أو مرت بجواره .. ففعلها في حادثة نادرة يجب الإشادة بها و تخصيص أوقاتنا لسماعها .. أن الضابط تطوع وتكرم لحماية الفتاة من براثن الذئب الطليق اللسان وعباراته السخيفة ...
كلام صديقي الذي يعمل جراحا للعيون بإحدى مستشفيات الحكومة .. كلام صحيح ...كيف يسمعني الضابط موال البطولة ويمن علينا بواجبه الذي اختار تأديته ونذر نفسه له وتلقى تدريبا باهظا و تسليحا وقدرات خاصة ليتولى هذا العمل ... هل على دكتور العيون كلما عمل فحصا لمريض من حساسية بالعين .. أو أجرى كشف نظارة أن يخرج على قنوات التليفزيون والراديو واليوتيوب ليثبت لنا كيف حمى نظر مواطن أو مواطنة .. وكيف كتب الروشته بوطنية .. وكيف وصف العلاج بكل إنكار للذات و انتماء لمصر ...
كل يوم يقولون أن الشرطة تريد ساعات عمل أقل وأجور أكبر وظروف عمل أأمن وحماية من الجيش ومن المواطنين ...لماذا لا يطلب صديقي جراح العيون طيلة فترة شبابه الذي قضى منه خدمة في المناطق النائية ناهيك عن أنه خدم الفترة العسكرية له وأجرى عشرات بل مئات العمليات الجراحية لعيون مصريين ...لماذا نسي نفسه إبان ذلك ..
لماذا يمن علينا أمناء وضباط الشرطة بأنهم يقفون في البرد والحر والخطر .. والساعات المملة تمر عليهم ثقالا ... بينما نحن لا نشتكي ثقل الوقت ورذاذ الدم وفرص العدوى والانعجان الحقيقي بهموم الناس ومعاناتهم ودموعهم وعجزهم وعجزنا معهم ...
أوصيت صديقي مازحا أنني سأجري معه لقاء مصورا لكل عملية جراحية يعملها وكل كشف يجريه و لا يزعل ..فهو في نظري الذي - بفضله - أرى جيدا كم هو مصري .. أما رجال العلاقات العامة بوزارة الداخلية والحملة المضحكة لهم .. فأرى أنهم أنهم يحتاجون كشف نظارة .. وذلك تطوعا من صديقي جراح العيون دون من أو أذى أو تصوير
No comments:
Post a Comment