Tuesday, March 22, 2011

ساركوزي


منذ فترة أعلن رئيس وزراء فرنسا عن مشروع قانون جديد يعني بفرز مواطنيه على أساس جديد يميز الهوية الفرنسية ، و لا يخفى كيف لاقى الموضوع استحسان اليميــن المتطـــــرف الذي ضــاقت جماهــيره بالوجود المهاجر الشاذ بعاداته عن عادات بريجيت باردو (1) ناهيك عن كونه مجتمعا داخل المجتمع الاكبر يؤثر العزلة و عدم الاندماج من ناحية و يحرص على الاحتكاك الاستعراضي بالشارع الفرنســي ، متذرعا بهوية زائفة لم يعـد المهاجر يحمــل من صفاتــها و خلائقــهـــا غيـــر الشــكل و التمشكل ...

و بعيدا عما قد يوغر نفوس إخواننا من الشمال الأفريقي الذين احتلوا التراب الفرنسي بذات العمق الذي احتلت به الثقافة الفرنسية بلادهم الأم وغيرت ملامح عنصرهم و لثغت لسانهم ...

و أقيمت الندوات و المناظرات عن الفرنسي بتعريف ديجول و الفرنسي كما يريده ساركوزي ...

بيد أنه يلزم التنويه أن القضية غير ذات صلة بهذا الكتاب إلا لضرب المثال ...

فعندما يسأل الفرنسيون بعضهم من الفرنسي - قد يذكرك هذا بحكاية " علي بابا " لما تلفت اللصوص بينهم بحثا عن الدخيل - يضطرنا هذا بدها للتساؤل من هو العربي ...

إذا كان الفرنسيون يريدون أن ينظفوا فرنسا من ما هو غير فرنسي، فصاروا يدققون النظر في تفاصيل ملامح شارليمان ، و طبيعة الرائحة النفاذة للعطر الباريسي، و مذاق النبيذ المعتق من تولوز، و قطع الجبن المنفوح بالنكهة النورماندية.. مجازا نحو تمييز الابن الشرعي والابن اللقيط ...

فهل لنا أن نتساءل من عربي هو ... ولم هو عربي

نعم أدرك أن فوقة ساركوزي أو سكرته ما هي غير نكوص عن الحرية وأداة للعنصرية و انتقائية مستهجنة ليعلن الحرب على رموز دينية أو عقيدية أو حتى لدعاية سياسية و استدرار للمشاعر القومية الانتخابية ..

لكن أعود فأسأل السؤال لنفسي... أينا عربي .. ليس أني أحلم أن نطارد ما ليس بعربي كما فعل ساركوزي في " كاليه " وسكان ضواحي عاصمة النور من غير الفرنسيين " جزئيا و كليا " ..

بل كل ما أنشده هو محاولة لاستلهام صورة العربي .. فارسا كان أو فرسا .. أصيلا كان أو غير أصيل .. حرا كان أو مملوكا ..

فكلنا في الهم شرق ..

No comments:

Post a Comment