القصة حقيقية .. واستخدمت الأسماء الرمزية لمنع ملاحقة أصحابها ..... و إن كانت أحداث القصة .. صفحة مشرقة من تاريخ مصر ..حدثت من اثني عشر عاما تقريبا
.. ميزو الآن هو أستاذ مساعد رعاية مركزة و قسطرة قلبية ، أما حوكة فهو طبيب أمراض جلدية من مدينة ساحلية .....جمعتهما صداقة الدراسة .. و أحلام الشباب المطمئن ... و ذات يوم من الأيام ..كان الصديقان يتسامران كعادتهما ... و شرع حوكة يتحدث عن خدمته لبدو سيناء وكيف يحتفي به مواطنوه السيناويون باعتباره نجدة السماء يبرئ الأبرص و الأصلع والمجذوم ...فإذا بميزو - وكان في فترة الخدمة العسكرية - يقاطعه ويقول له تصور أن العساكر البسطاء عندي بالوحدة التي أخدم فيها يعانون من مشاكل جلدية لا أحسن التعامل معها
فوجئ ميزو أن حوكة وهو مدني معفي من الجندية يتطوع ليخدم يوما لمشكلات رفاق زميله ..وذهب فعلا إلى المعسكر وقوبل بترحاب شديد و أسدى معروفا لمواطنين كان أسعد ما يكون أن يخدمهم ... و بعد انتهاء يوم العمل استقبلهما العميد قائد المعسكر في مكتبه بحفاوة كبيرة ، ولكنه سأل سؤالا مبررا : أظنك أتيت كمزيد من التدريب والممارسة ؟ قال حوكة للقائد : أبدا بالمرة .. فالتدريب أفضل في عيادات الجامعة أو الحوض المرصود ...إنما أتيت خدمة لصديقي ورفاقه ... فانبهر القائد بالرد و منح ميزو يومين إجازة عرفانا بالجميل ..
القصة على بساطتها .. لكنها يوم وطني عاشه الصديقان .. و عاشه رجل الجيش الذي كان يتأكد له كم أن المصريين متعلقين بالخير و تداوله مابينهم وأن الشباب لا ينتظرون الأوامر حتى يكون منهم البذل ولا يطلبون المقابل من أجل ساعات من الحب والعطاء ..وأظن القائد عاد يحكي لزوجته كيف أن هذه البلد بخير ... واليوم أظنه تأكد أن المصريين يستأهلون الخلاص والتطهر من الفساد... و استشراف حياة الكريمة .. وأن انحياز الجيش للمصريين هو أقل واجب .. و أتمنى أن يكون الجيش كله يشعرون نفس الشعور
No comments:
Post a Comment